اعتبر وعاظ الشؤون الدينية بولاية صفاقس أن الشأن الديني في البلاد لا بد له من قانون ينظمه في ظل ما وصفوه بحالات الانفلات القائمة بداخل مساجد عدة وبيّنوا في تصريح خاص بالصباح أن عمل الواعظ يجب أن يتّسم بالاستقلالية ولا سيّما بعد سنين طوّع فيها النظام السابق هذه المهنة وجعلها عينا له بداخل المساجد كما طالبوا بتحويل مقر التجمع المنحل بصفاقس إلى مندوبية جهوية للشؤون الدينية لتنظيم مهنة الواعظ الديني. اِستقلالية عمل الوعاظ
وفي إطار حديثنا مع الواعظ الجهوي فتحي الحاج إبراهيم أكد أنّ دور الواعظ دعوي ومبني على التوعية الدينية الصحيحة استنادا إلى المذهب المالكي والعقيدة السنية وان الوعاظ قد تمّ تهميشهم خلال فترة طويلة من الزمن. واعتبر الحاج إبراهيم انه من المهزلة ألا يتولى الواعظ التدريس في المناسبات الدينية وفي بقية أيام السنة إذ أن الوعاظ كانوا ممنوعين من التدريس بل أن النظام السابق قد ورطهم بحراسة الأئمة وتحولت مهمتهم إلى المراقبة والتجسس على الخطب.. والوعاظ يسعون اليوم إلى القطع نهائيا مع هذه المنظومة. وأضاف فتحي الحاج إبراهيم: ز من خريجي جامعة الزيتونة نتناول الدين في قالبه العام وروحه الوسطية واحترام الآخر ونحن نسعى إلى الاستقلالية وفي هذا الإطار نحن نطالب ببعث إدارة أو مندوبية جهوية للشؤون الدينية عبر أطر قانونية بحكم اشتغالنا في القطاع ونحن نريد أن تعود السكينة إلى بيوت الله وأن يُشرف الوعاظ على هذه المندوبية التي نسعى إلى تأسيسها والتي نريدها أن تتطلع إلى طموحات وحلم الوعاظ وقد تمت مراسلة وزير الشؤون الدينية منذ بداية الثورة كي يتمّ استغلال مقرّ التجمع المنحل كإدارة جهوية للشؤون الدينية وبعث فرع يُعنى بتكوين ورسكلة الإطارات الدينية مع إنشاء مكتبة دينية.
الوعاظ وبيان المساندة
وقد رفض الوعاظ في بيان أصدروه أن يتمّ استغلال الخلاف القائم بين زميلهم الحبيب بن طاهر بوصرصار وقائد السبسي استغلالا يمسّ بالوعاظ بل وأكثر من ذلك بمهنة الوعظ والإرشاد التي عانت من التهميش والإقصاء في العهد السابق معتبرين أن هذا التجاهل المقصود لهذه المهنة الشريفة قد تواصل، معبّرين في نفس الإطار عن تضامنهم مع الشيخ الحبيب بن طاهر الذي عُرِف باعتداله وسماحته ونبذه لكل أشكال العنف استنادا إلى مؤلفاته التي كتبها. وفي سياق تكريس مسار استقلالية الشأن الديني عن وزارة الداخلية فقد أكّد لنا عدد من الوعاظ على ضرورة إيجاد قانون منظّم للشأن الديني في البلاد، وينظّم مهنة الواعظ، وضرورة العمل على حيادية المساجد، والقطع مع توظيف الخطاب الديني لأغراض سياسية، مطالبين الوزارة بأن تكون ضامنة للحفاظ على هوية البلاد العربية الإسلامية وخصوصياتها الثقافية، مشيرين إلى تهميش عدد من المساجد، داعين أن يوكل فيها الشأن إلى أهل الاختصاص، مبدين تساؤلهم بخصوص سعي عديد الجمعيات إلى أخذ مكان الواعظ في عدة ولايات.