عجز النادي البنزرتي يوم أمس عند استضافته لمستقبل المرسى عن المحافظة على سجله خاليا من الهزيمة اذ انحنى على ميدانه أمام فريق الضاحية الشمالية بنتيجة 2/1، وهي هزيمة خلفت المرارة لدى الأسرة الرياضية لفريق عاصمة الشمال رغم علم الجميع بصعوبة المهمة. فالمنافس معروف بكونه صعب المراس، وقد حقق نتائج طيبة الى حد الآن في سباق البطولة ومنها انتصاره الباهر خارج قواعده على النجم الساحلي، فضلا عن كونه لم ينهزم الا في مباراة وحيدة أمام الترجي وأن أي هفوة أمامه ستكون باهظة الثمن. هذه المعطيات جعلت الجانب التكتيكي يطغى على المقابلة في توحد واضح وجلي الغاية الطرفين وهي البحث عن هدف السبق الذي سيسهل المباراة من جهة، والحفاظ على عذارة الشباك من جهة أخرى. ولتحقيق هذه الغاية أحكم الزائرون الانتشار على الميدان ونسجوا عدة عمليات هجومية منسقة وسريعة للوصول الى مرمى بن مصطفى، كانت تنطلق في الغالب من مهندس اللعب بفريق الصفصاف بلال بن مسعود ومعاضدة فاعلة من الحميزي والمنصوري لتنتهي الى ديديي ليبري أونبيل الميساوي، واضافة الى ذلك وللحد من خطورة الهجوم المحلي طبق الضيوف دفاع المنطقة الذي تألق فيه بالخصوص البولعابي ويسري التواتي مما جعل الفرص المحلية محدودة. أبناء الكنزاري الذين دخلوا المباراة بروح انتصارية عالية سعوا الى تهديد مرمى الجبالي منذ البداية، وبعد اضاعة الضيوف فرصة مناسبة عن طريق الحميزي د4 لما حول بن مصطفى كرته الى الركنية اثر تصويبة قوية، تتاح لأبناء الكنزاري فرصة الهدف المبكر لما انفرد سلامة بالحارس الجبالي لكنه يصوب في يديه د14. ولئن فوت سلامة فرصته فان الميساوي الذي استفاد بعد دقيقة واحدة من توزيعة دقيقة من المنصوري أحكم التصويب بين مدافعي المحور في شباك بن مصطفى محرزا الهدف الأول للضيوف ( 0/1)د15 .وفي الوقت الذي بحث فيه المحليون عن التعديل يفاجئهم ليبري بهدف ثان بتسديدة قوية من مسافة قريبة اثر تمهيد ذكي من المنصوري ( 0/2 )د20. هدفان مبكران أجبرا الكنزاري على اجراء تعويضين باقحام المثلوثي وموسى قوندو كظهيرين لتعزيز الهجوم واختراق دفاع المنافس من الجانبين. وعبثا حاول المحليون تذليل الفارق قبل نهاية الشوط أمام تماسك الدفاع الزائر وصلابته، اضافة الى اضاعة الصالحي الفرصة اليتيمة التي أتيحت له في الدقيقة 40 وفي الشوط الثاني نزل المحليون بثقلهم الى الهجوم، فتعددت المحاولات من المثلوثي د47 والصاحي د50 لما حرمه الحكم من فرصة ثمينة باعلانه عن تسلل وهمي والزوي د51 و59 لما طالب بضربة جزاء دون جدوى، قبل أن يلغي الحكم هدفا أبيض لأمير الدريدي لأنه روض الكرة باليد قبل التصويب في شباك الجبالي د61. وفي الأثناء كاد الضيوف أن يضيفوا الهدف الثالث بعدما تخلص ليبري من المثلوثي والدريدي وأهدى كرة ذهبية لبن مسعود الذي سدد في يدي فاروق بن مصطفى د60 . وفي الدقيقة 85 يوزع الصالحي في اتجاه المرمى، ويتدخل المدافع يسري التواتي محولا الكرة الى شباك الحارس الجبالي الذي لم يستطع حراكا أمام المفاجأة غير المنتظرة (2/1). ولكن هذا الهدف لم يكن كافيا لانقاذ أبناء الكنزاري من هزيمتهم الأولى رغم محاولات التعديل المتعددة، والتي طغى على معظمها الارتجال في غياب مهندس اللعب بالفريق السينغالي يوسوفا مبيغي الذي بدا تأثير غيابه واضحا بسبب الاصابة في الخط الأمامي شأنه في ذلك شأن زميله كريم بن عمر الذي ترك فراغا في الدفاع بغيابه بسبب عقوبة الانذار الثالث. منصور غرسلي
بدأنا المقابلة جيدا وتوفرت لنا فرصة افتتاح النتيجة ولكن الهدف الأول للمنافس قلب المعطيات أمام سعينا للتعديل ،ثم كان الهدف الثاني الذي شعرت بأنه أثر معنويا في اللاعبين ،وهوما جعلني أقوم بتعويضين في نفس الوقت حتى يستعيدوا حماسهم وثقتهم بأنفسهم ،وهو ما كان اذ سجلنا ضغطا متواصلا على المنافس وخاصة في الشوط الثاني ،ولكن غابت عنا للأسف النجاعة الهجومية، لننقاد الى الهزيمة أمام منافس لا يستهان به في الحقيقة وبعد 14 مقابلة .لا أريد أن أتحدث عن الغيابات لأن المجموعة كل متكامل ،وعلينا استخلاص الدرس من هذه الهزيمة كي تكون درسا للمستقبل.
جئنا الى بنزرت لتحقيق نتيجة ايجابية ،وهو ما اقتضي منا اللعب بروح انتصارية،وقد كنا نعلم أن المنافس يرزح تحت ضغط النتائج والرغبة في العودة الى صدارة الترتيب،في حين كنا مرتاحين نفسيا ،وهو ماجعل أبنائي يلعبون دون ضغط ،ويقدمون طريقة لعبهم المعهودة ،وهي الطريقة التي نستعد بها لكل فريق،وفقا لامكانياتنا وقدراتنا الذاتية لنخرج بالانتصار الذي أسعدنا لأنه تحقق خارج قواعدنا أمام فريق كبير يفرض الاحترام وينافس على اللقب.