استطاعت جمعية الإبداع الثقافي بتونس الفتية التي تضم مثقفين وجامعيين من مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية ويرأسها السيد محمد سعيد البجاوي أن تقدم أنشطة متنوعة وتنظم تظاهرات مختلفة ذات صبغة ثقافية اجتماعية. وتسعى الجمعية من أجل تحقيق جملة من الأهداف من أبرزها محاولة كسب رهان لم شمل التونسيين والمساهمة في إنارة الرأي العام ودفعه بطريقة غير مباشرة للمشاركة في بناء تونسالجديدة التي ينشدها كل التونسيين بعد الإطاحة بالنظام البائد وذلك بتبسيط وتوضيح بعض المفاهيم والأحداث وتقريبها إلى الشارع التونسي من خلال تشريك أهل الميدان الثقافي والفني أو مختصين في مجالات اجتماعية وسياسية وفكرية في محاولة لكشف جوانب من الألغاز حول الثورة التي عرفتها بلادنا وأهمية الفعل الثقافي في إعادة بناء الدولة ومساهمة هذا القطاع بمختلف ميادينه في تحقيق التنمية والتطور المنشودين. جمعية الإبداع الثقافي التي تم تكوينها في نوفمبر 2011 انطلقت في النشاط الفعلي بداية من شهر جانفي الماضي دون انقطاع. وهي تعتمد على استراتيجية في العمل تقوم على التوجه لكل الأجيال ومن مختلف الأماكن وخاصة الأحياء الشعبية والمناطق النائية ذلك أن أغلب أنشطتها تنتظم نهاية كل أسبوع.
أنشطة خارج أيّ أجندا
وأكد السيد محمد سعيد البجاوي أن الجمعية ولدت كبيرة بفضل أفكار وطموحات أفرادها الذين يتفقون حول الأهداف الرامية إلى تثقيف الشارع التونسي وتربيته على نمط سلوكي قوامه التواصل الإيجابي مع الآخر من خلال الأعمال المسرحية أو السينمائية أو من خلال الندوات وفتح مجالات الحوار والنقاش حول مواضيع ومسائل مستمدة من راهن المجتمع. وبين رئيس الجمعية أن محور نشاط الأسبوع القادم الذي ستحتضنه دار الثقافة باب العسل بالعاصمة يندرج في هذا السياق ذلك أنّ التظاهرة التي ستنظّمها الجمعية الأسبوع القادم والتي تتزامن مع الاحتفالات بشهر التراث بعنوان «العيشة البنينة في تونسالمدينة» وتتضمن خرجة بالسفساري وقراءات في الشعر التراثي تسعى للتأكيد على ما تتميز به بلادنا من خصوصيات تجذّرها في التاريخ والحضارة والثقافة. في برنامج الجمعية كذلك ندوة حول «الثقافة السياحية» وأخرى يوم 21 من الشهر الجاري بدار الثقافة حي الطيران بالملاسين بعنوان «الثقافة في عيون التونسيين» وتطرح الندوة التي تمت برمجتها لأول شهر ماي القادم « تداعيات الثورة التونسية على سلوك التلميذ ويشارك في طرحها مختصون في علم الاجتماع والتربية. تنظم الجمعية أيضا ورشات عمل في مجالات فنية وأدبية مختلفة بإشراف مختصين في الميدان. وشدّد محدثنا على أن نشاط الجمعية لا يخضع لأي أجندا سياسية أو جهة ثقافية وإنّما يراهن على برمجة تراعي في أنشطتها ما تمليه ضرورات التعاون مع الجمعيات الناشطة في المجتمع خاصة منها الجمعيات ذات البعد الاجتماعي والثقافي دون غيرها رغم محدودية إمكانياتها المادية.