تجمهر صباح أمس الأول الأحد عشرات السلفيين والمتعاطفين معهم أمام دار الثقافة بقليبية احتجاجا على المحاضرة التي نظمتها جمعية العمل المدني وأشرف عليها كل من يوسف الصديق وألفة يوسف، ورفع المحتجون وسط هتافات التكبير والتكفير والأناشيد لافتات عديدة كتبت عليها شعارات وآيات قرآنية مثل «ماذا عندكم بعد إباحة اللواط؟» و«موتوا بغيظكم، موتوا بغيظكم، موتوا بغيظكم» و«الله مولانا ولا مولى لكم» و«لا مكان لمن طعن في قدسية القرآن» و«من أنكر السنة فليس منا» و«نحن ولاؤنا لله ورسوله.. وأنتم؟؟؟» و«يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون(الصف 8)» و«لا مساس بالمقدسات الإسلامية»، ورغم ذلك فإن الاحتجاجات ظلت سلمية ولم تمنع انتظام الندوة حول مناهضة التطرف الفكري والديني. غير ما لفت الانتباه هو أن أحد المشاركين في هذه الوقفة الاحتجاجية تعمد الصعود فوق سطح مبنى دار الثقافة ورفع العلم الأسود(العقاب) في العمود الخاص بعلم تونس والذي لم يكن موجودا حينها عكس ما تردد عن نزعه وتعويضه بالعقاب. وقالت مصادرنا إن شابا صعد إلى سطح دار الثقافة وثبت العقاب بالعمود المخصص لعلم تونس ثم رفع إلى جانبه العلم المفدى بعد أن سلمه له أحد المشاركين في الوقفة، وسط تكبيرات عشرات المناهضين للندوة. إلى ذلك وإثر انتهاء الندوة نظم عشرات المواطنين مسيرة سلمية مضادة ومناهضة للتطرف الفكري والديني نددوا خلالها بمحاولة منع تنظيم مثل هذه الندوات ورفعوا العلم التونسي ولافتات تحمل شعارات مختلفة مثل «بعد غزوة المنقالة ها هي غزوة دار الثقافة.. ملا مهزلة» و«الإسلام دين الجميع وليس حكرا على أحد» و«أكبر عدو للإسلام جاهل يكفّر الناس»، وسط حضور لافت لقوات الأمن والجيش الوطنيين، وقد انتهت الوقفتان دون وقوع أية مواجهات أو أعمال عنف.