هجوم على المبيت.. تهديد بحرقه.. إصابات بالجملة بين الطلبة.. وتعليق الدروس لأسبوع فتح تحقيق قضائي لكشف المسؤولين عن الأحداث تفجر الوضع في الليلة الفاصلة بين الأحد والاثنين بمدينة قصر هلال وتحديدا بالحي الجامعي حيث جدت أعمال فوضى وعنف انتهت باقتحام إدارة مبيت الفتيات وخلع أحد مكاتبه واقتحام مبيت الذكور وتهشيم كل أبوابه ونوافذه ومكتبات الطلبة والاستيلاء على حواسيب وملابس وهواتف محمولة ومبالغ مالية على ملك الطلبة والاعتداء بالعنف الشديد على ما لا يقل عن 12 طالبا والتهديد بحرق المبيت، وهو ما خلف صدمة لمتساكني الجهة وللأسرة التربوية والجامعية وتسبب في تعليق الدروس لمدة أسبوع كامل. مصادر مطلعة قالت ل"الصباح" إن أربعة شبان يقطنون بالقرب من الحي الجامعي كانوا في حالة سكر عندما مروا أمام المبيت العمومي للطالبات في حدود الساعة السابعة والنصف مساء على متن سيارة توقفت فجأة عندما شاهد راكبوها طالبة فاستفزها أحدهم، وهو ما لم يرق لها فردت الفعل لذلك نزل من السيارة، حينها حل بعض الطلبة الذكور لمناصرة زميلتهم ففرت السيارة. ظن الجميع أن الأمر حسم عند هذا الحد ولكن بعد ربع ساعة تقريبا-حسب ما أفادت به مصادرنا- قدم ما لا يقل عن 350 شخصا على مراحل وبادروا برشق الطلبة بالحجارة فردوا عليهم بالحجارة أيضا، ثم انقسم هؤلاء الأشخاص على مجموعتين أولى اقتحمت إدارة مبيت الطالبات وخلعت أحد المكاتب واستولت على حاسوبين قبل أن يتدخل مدير الحي الجامعي ويحاول منعهم وتهدئة الأجواء غير أن عددا منهم اعتدوا عليه بالعنف الشديد في العين والكتف حتى أغمي عليه وفقد الوعي ونقل إلى المستشفى، حينها تراجع المهاجمون وغادروا مبيت الفتيات. أما المجموعة الثانية فقد اقتحمت مبيت الذكور التابع لمنظمة التربية والأسرة وعاثت فيه فساد وحولته في زمن قياسي إلى خراب، إذ هشمت الأبواب والنوافذ وخزانات الطلبة واستولت على كل ما عثرت عليه من حواسيب وهواتف محمولة ونظارات شمسية وملابس ومبالغ مالية وعمدت إلى الاعتداء بالعنف الشديد وبواسطة أسلحة بيضاء مختلفة على الطلبة فألحقت بهم إصابات وجروحا وكسورا متفاوتة الخطورة وسالت دماء الطلبة داخل غرفهم وفي بهو المبيت ولطخت الأرضية والجدران. والأفظع من كل هذا-حسب مصدرنا المطلع- أن أحد الأشخاص جلب أوعية بنزين وهدد بحرق المبيت الجامعي. وأمام هذا العنف الخطير وغير المبرر الذي خلف مبدئيا إصابة 12 طالبا ومدير الحي الجامعي وفقدان 8 هواتف محمولة وأربعة حواسيب وملابس 15 طالبا وخسائر مالية حددت بنحو ثمانية آلاف دينار بالنسبة لمبيت الفتيات وبعشرات الملايين بالنسبة لمبيت الذكور الذي أصبح خرابا قرر المجلس العلمي تعليق الدروس لمدة أسبوع، فيما فتحت السلط القضائية بالمنستير تحقيقا في الأحداث لتحديد المسؤولين عنها وأصدرت إنابة عدلية تعهدت بموجبها إحدى الفرق الأمنية المختصة بإقليم الشرطة بالمنستير البحث في القضية.