مساهمة منه في الاحتفاء بالأديبين المسعدي ومحفوظ بمناسبة احتفال مصر وتونس بمائويتيهما ينظم النادي الثقافي أبو القاسم الشابي بالوردية ندوة فكرية بعنوان: «أدب محمود المسعدي ونجيب محفوظ بين المحلية والكونية» بدعم من وزارة الثقافة والمندوبية الجهوية للثقافة بولاية تونس وذلك يوم السبت 28 افريل 2012 بمقر النادي بالوردية بداية من العاشرة صباحا. تنطلق أشغال الندوة صباحا بمداخلة لمحمد آيت ميهوب «المحلي الكوني والكوني المحلي» تليها مداخلة عبد الكريم الغرابي عن : محمود المسعدي ونجيب محفوظ وفخ الارتهان الفلسفي. وفي المساء يتحدث محمد الخالدي عن: «محمود المسعدي أو الأدب العصيّ «ورضا بن صالح عن «أبو هريرة: تغليب الفرد وتغليب التاريخ». وتشفع هذه المداخلات بنقاش.
فضاء ثقافي متعدّد الاختصاصات
موقع مجلة قصص تأسس يوم 17 جويلية 1962 بمبادرة من بعض المثقفين بهدف تمتين الروابط الثقافية بين كلّ الذين ينتمون إلى الثقافة، في وقت كانت فيه المؤسسات الثقافية محدودة العدد والإشعاع. وتمكن هذا النادي، منذ الموسم الثقافي الأول، من استقطاب العديد من الأنشطة الفكرية وأصبح الفضاء الذي تقدّم فيه المحاضرات وتعقد فيه الندوات الوطنية، وسرعان ما أصبح فضاء ثقافيا متعدّد الاختصاصات لاشتماله على عديد النوادي المختصة. فقد تأسس به نادي القصة منذ 10 أكتوبر 1964 والمكتبة العمومية منذ 2 جانفي 1963 وفرقة المنجي حمزة للموسيقى العربية منذ 1972. وبه بعثت جمعية المعجمية العربية بتونس في سنة 1985، إضافة إلى نوادي أخرى ذات إشعاع محلّي على حيّ الوردية كنادي الأطفال.وكان النّادي الثقافي أبو القاسم الشابي بالوردية خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي، من أهمّ المنتديات الثقافية بتونس العاصمة، تطرح في رحابه القضايا الفكرية والأدبية ويستقبل به العديد من الضيوف من الأقطار الشقيقة والصديقة. وهو كذلك فضاء لتنظيم العديد من معارض الرّسم الفنّي وتقديم العروض المسرحية والموسيقية. وقد تداول على رئاسته كلّ من السّادة: محمد بن عمارة والطاهر قيقة ومحمد العروسي المطوي ويحيى محمد ورضوان الكوني. ولقد وجد هذا النادي خلال مختلف مراحل نشاطه الدعم والصيانة من طرف وزارة الثقافة. وهو اليوم من خلال نادي القصة وجمعية المعجمية العربية بتونس نافذة للثقافة الوطنية على المستويين الوطني والعربي، ومن خلال أنشطة مكتبته وبقية نواديه المحلية الأخرى، كنادي الأطفال، مجال للانفتاح على البيئة الاجتماعية بالوردية.
أعضاء النادي يتطوعون بكتاباتهم وجهدهم
أما "نادي القصة" فتمّ تأسيسه في جلسة افتتاحية، في أكتوبر 1964. وقد كان وراء هذا الجهد المرحوم الأديب محمد العروسي المطوي الذي أمكنه أن يجمع حواليه مجموعة من كتاب القصة والرواية في تونس. وقد عمل هذا النادي إثر تأسيسه، على إصدار مجلة "قصص" التي تواصل صدورها منذ سنة 1966 إلى اليوم. التزم هذا النادي منذ انبعاثه بخدمة الأدب التونسي في مجالات القصة والرواية والنقد الأدبي المتصل بهما، فهو يعقد جلساته الأسبوعية مساء كل يوم سبت بحضور ثلة من أعضائه، لقراءة نماذج من الإبداع القصصي ونقده. كما يسعى منذ سنوات نشاطه الأولى للتعريف بأوليات النصوص القصصية والروائية وكذلك بإصدار سلسلة من الكتب تحت اسم منشورات قصص تجاوز عددها اليوم الأربعين. وهكذا بقي محافظا على استقلاليته باعتباره الوريث الشرعي للجمعية الثقافية التي قام عليها نادي أبو القاسم الشابي. وما كان لهذا الجهد الثقافي أن يتواصل لو لم يتوفر له المناخ الملائم المتمثل في استعداد أعضاء النادي للتطوع بكتاباتهم وجهدهم لتوفير هذا الرصيد من المنشورات ولضمان تواصل إشعاع النادي من خلال جلساته الأدبية الأسبوعية وانفتاحه على المناسبات الثقافية بالمشاركة سواء ضمن فضاء النادي الثقافي أبو القاسم الشابي أو من خلال التحول إلى مختلف الفضاءات الثقافية الأخرى بداخل الجمهورية. وما كان هذا الجهد ليؤتي أكله لو لم يجد النادي الثقافي أبو القاسم الشابي الدعم المتواصل من وزارة الثقافة التي عملت دوما على صيانة فضاء مقر النادي وتوفير الأعوان لخدمته وإعانته على نشر مجلة قصص. وفي الواقع فإن هذه المسيرة الثقافية لنادي القصة قد مرت بعديد المراحل المتميزة التي كثيرا ما وضعته في مواجهة عديد الصعوبات المادية لمجابهة صعوبات النشر وضمان تواصل النشاط في رحابه..