رغم تسجيل تشكيات من قبل عديد المواطنين تتصل بنوعية الخدمات التي يؤمّنها الصندوق الوطني للتأمين على المرض لمنخرطيه، ورغم الاكتظاظ الذي يسجّل باستمرار في مختلف المراكز التابعة له مركزيا وجهويا، نفى مصدر مسؤول بالصندوق وجود صعوبات تواجهها المؤسسة أو وجود إخلالات كبرى على مستوى جودة الخدمات خاصة بالنسبة لآجال الإجابة على مطالب التكفل بالأمراض. وأكد في هذا السياق أن الصندوق يفي بتعهّداته تجاه المضمونين الاجتماعيين و يقدّم خدماته بصفة عادية و أن توازناته المالية قائمة حتى سنة 2014، مضيفا أن المعدل العام لاسترجاع المصاريف لا يتجاوز 21 يوما في حالاته العادية، و قد يصل في بعض المراكز إلى أسبوع أو 10 أيام حسب الكثافة السكانية وحسب عدد الوافدين على المراكز والمضمونين الاجتماعيين. واعترف بطول آجال استرجاع المصاريف في المدن الكبرى إلى أكثر من ذلك وقد تقارب الستين يوما، مبررا ذلك بنقص الوثائق وملفات المضمونين الاجتماعيين، إضافة إلى طول الإجراءات الإدارية التي تستغرق بعض الوقت. أما بالنسبة لملفات التكفل بالأمراض النادرة فتنظر فيها لجنة مختصة تضم بالدرجة الأولى وزارة الصحة و وزارة الشؤون الاجتماعية ،وعادة ما تكون الآجال مرتبطة بكثافة العدد وبخطورة الأمراض . وأكد مصدرنا أن النظر في مطالب التكفل بملفات الأمراض الثقيلة و المزمنة لا يتجاوز في أقصى الحالات مدة أسبوع، و يكون التكفل بنسبة 100 بالمائة. وفي هذا الصدد نشير إلى أن إجمالي نفقات التأمين على المرض التي قام الصندوق الوطني للتأمين على المرض بصرفها سنة 2011 قد ارتفع إلى نحو 1460 مليون دينار أي بنسبة 52.5%. رفيقة فتح الله
750 ألف قرار تكفل
بلغ عدد قرارا ت تكفل "الكنام" بنفقات العلاج حتى موفى جويلية 2011 حوالي 750 ألف قرار. علما ان مصالح الصندوق تتقبل يوميا عرائض تخصّ التكفل ورفض مطلب لمرض ما يكون غير موجود في القائمة التي يشملها نظام التكفل. و في هذه الحالة توجّه للمعني مراسلة وقد تجتمع لجنة استشارية بمعدّل مرة أو مرتين في الأسبوع في هذه الملفات التي تخصّ حالات استثنائية، ويتمّ إنصاف صاحب الطلب إذا استحق ذلك.. كما يتقبّل الصندوق عرائض تخصّ نوعية الاستقبال في بعض المراكز، وأخرى تهمّ تغيير المنظومة بعد انتهاء الآجال والتي تمتدّ عادة من شهر سبتمبر إلى شهر ديسمبر، ويتمّ التعامل معها حسب الحالات الاجتماعية والظروف الخاصّة التي حالت دون الالتزام بالآجال. كما يستقبل الكنام تشكيات فيها خلط في أذهان بعض المواطنين بين خدمات الصندوق و تلك التي يقدّمها صندوقا الضمان الاجتماعي والحيطة الاجتماعية، خاصة بالنسبة للمعرف الوحيد.
ارتفاع عدد المصابين بأمراض مزمنة إلى أكثر من نصف مليون مريض
سجّل عدد المصابين بالأمراض المزمنة حسب آخر المعطيات الصادرة عن صندوق التأمين على المرض تطوّرا بنسبة تفوق 436% بين 2007-2011، حيث ارتفع هذا العدد إلى أكثر من 536 ألف مصاب خلال السداسية الأولى من سنة 2011 مقابل ما يقارب 90 ألفا سنة 2007 ،كما تطوّرت نفقات العلاج التي تكفّل بها الصندوق الوطني للتأمين على المرض في هذا المجال حيث بلغت ما يزيد عن 163 مليون دينار سنة 2010 مقابل 44.5 مليون دينار سنة 2007. كما ارتفعت نسبة العلاج بالخارج بين 2007 و2011 إلى 65% و من خلالها قيمة المبالغ المالية إلى ما يزيد عن 13 مليون دينار. قد يبدو الوضع حول الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مثاليا، لكن ما يرد على مكاتب الصندوق في الولايات، والطوابير الموجودة في بعض المراكز دون غيرها ،إضافة إلى ما يتردد هنا و هناك حول بعض الإشكاليات التي تخص الصندوق تدفع دوما إلى التساؤل، وتجعله من أبرز المشاغل التي تؤرّق المواطن التونسي.