من الملفات التي طرحت بعد الثورة بشكل جدّي في ولاية القصرين ملف بعث إذاعة جهوية بالجهة تحقيقا لخيار التوازن الجهوي الذي كان أحد أبرز أهداف الثورة، الموضوع طالب به أهالي الجهة بمثقفيها و إعلاميها منذ عقود و أحياه شباب الثّورة بتجديد هذا الطّلب لدى الجهات المعنيّة... أهداف هذه المشروع كثيرة، أهّمها أ نّ الجهة عانت و مازالت تعاني من التضليل الإعلامي الموجّه ، و تسّوق إعلاميّا على أنّها مدينة تنتج الفوضى و مشتقّاتها هذا بالإضافة إلى ما كان يسمعه المواطنون و يتابعه من أخبار و أرقام و نسب تضخّم الواقع و تبسّط القضايا الجوهريّة... هذه الأسباب و غيرها دفعت بالعديد من أبناء الجهة إلى الإسراع منذ الأيام الأولى من الثورة إلى إنشاء محطّات إذاعية عبر الانترنات لتصحيح واقع الولاية و إبراز مشاغلها الحقيقيّة و المساهمة في كشف ما تمّ تضخيمه في العهد البائد و إنارة الرأي العام بحقيقة هذه الجهة التي يتجاوز عدد سكانها 420 ألف ساكن... المشهد الإعلامي الجديد في الجهة والذي لا يتجاوز 4 محطّات لشباب هاو ( القصرين آف آم ? هنا القصرين ? صدى الشعانبي و راديو القصرين و بعض المراسلين الجهويين للصحف المكتوبة) و إنّ ساهم في إثارة العديد من القضايا إلاّ أنّه لن يفي بالحاجة خصوصا أنّ هذه الولاية المترامية الأطراف والفقيرتنمويّا لا يصلها بثّ هذه المواقع على الانترنات ... خيبة أمل إن استجابة الجهات المسؤولة لم تكن في مستوى طموحات و آمال أبناء القصرين فالعديد من المهتمّين بالمجال الإعلامي الذي التقتهم «الاسبوعي» عبّروا عن عدم رضاهم وعن خيبة أملهم بعد إجهاض حلمهم في إذاعة جهوية و وحدة إنتاج تلفزي واعتبروا أنّ ما تمّ إحداثه كبديل لمشروعنا ويعنون بذلك « مكتب إذاعة قفصةبالقصرين « هو خيار فيه إجحاف لحق ولاية تزخر بالطّاقات الابداعية و قوافل من الفحول في مجالات الثقافة و الفنون و هي لا تعكس بالتأكيد ما يترقبه شباب الثّورة لتحقيق أهدافهم في التنمّية الشاملة بكلّ مقوّماتها ... الأسبوعي تحدّثت مع بعض العاملين في المحطّات الإذاعية على شبكة الانترنات الذين يبذلون مجهودات جبّارة و بإمكانات ضعيفة لإيصال صوت أبناء معتمديات ولاية القصرين عبر الأثير و نشر معاناتهم و مشاغلهم و قضاياهم ...و سألتهم عن رأيهم في الوضع الإعلامي بالجهة و الصّعوبات التي يتعرّضون لها أثناء عملهم الإعلامي. نصيب القاهري ( معلّمة) و إحدى منشّطات راديو «هنا القصرين» تقول : لقد طالب أبناء ولاية القصرين منذ عقود بإذاعة جهوية و وحدة إنتاج تلفزي ولكن لم يجد هذا المطلب آذانا صاغيا و بقيت الجهة على حالها حتّى بعد الثورة حيث قام عديد الشباب المتحمّس و نحن منهم ببعث إذاعات على الانترنات بإمكانات بسيطة بعد أن وجدنا عراقيل وصعوبات ، فكلّ المسؤولين الذين عرضنا عليهم مشروعنا لإحداث محطّة إذاعية على آف آم وضعوا أمامنا حزمة من العوائق ...و مع ذلك فقد تحدّينا هذه الصّعوبات مثلنا مثل بعض المحطّات الأخرى و ها نحن نتجاوز السّنة من العمل المستمر دون كلل نتنقّل إلى الجهات على حسابنا الخاص في غياب التمويل و المساعدة و نقدّم مادة إعلامية بدأت تنتشر و يتوسّع مداها ... خطوة إيجابية لكن تقوى الفالحي المنسّقة الجهويّة بمكتب إذاعة قفصةبالقصرين تحدّثت عن عمل هذه الوحدة التي تأسّست يوم 13 أفريل 2012 و الإضافة التي تحقّقت في هذه الفترة من حيث نقل الخبر و التعليق عليه من خلال فضاءات حوارية وإن كانت محدودة في الزّمن إلا أنّنا حققنا خطوة إيجابية و لكنها تقول تقوى : «لا يمكن أن تعوّض حاجة الولاية إلى إذاعة جهويّة و وحدة للانتاج التلفزي فهي جديرة بذلك من حيث عراقة الولاية و عدد سكانها و شساعة امتدادها ؛ هذا إضافة إلى ما سيوفّره هذا المشروع من فرص شغل لحاملي الشهادات العليا في هذا الاختصاص الذين يعدّون بالعشرات ...