تمّ رسميا تعيين فتحي الخراط الذي يشغل خطة مدير عام للفنون السمعية والبصرية بوزارة الثقافة على رأس إدارة مهرجان قرطاج الدولي في دورته الثامنة والأربعين التي حدد موعد انطلاقها ليوم 5 جويلية القادم ليتواصل إلى غاية 15 أوت من الصائفة القادمة. وشدد مدير هذا المهرجان العريق على تمسكه بجملة من الثوابت في تعاطيه مع برمجة الدورة الجديدة ضمن فريق عمل اعتبره متكاملا يتمثل في اللجنة التي اختارتها سلطة الإشراف للغرض منذ مدة من بينها الجودة كشرط أساسي وضروري في انتقاء العروض لا سيما أن هذه الدورة حسب رأيه تعد استثنائية بكل المقاييس. وفيما يتعلق بمقاييس اختيار العروض والأسماء التي ستصعد على ركح المسرح الأثري في هذه الدورة بعد أن أغلقت أبوابه في الدورة الماضية فاسحة المجال لفضاءات أخرى تتركز بأماكن مختلفة بالضاحية الشمالية للعاصمة على غرار متحف قرطاج والنجمة الزهراء وقصر العبدلية بالمرسى بيّن فتحي الخراط أن فريق العمل الذي يشتغل معه يراعي التنوع في التعبيرات الفنية والموسيقية سواء تعلق الأمر بالألوان والأنماط الموسيقية أو الأجيال الفنية. لذلك يرى أن العروض المنتظرة ستكون عبارة عن فسيفساء فنية تم قطع أشواط هامة في مسار التحضير لها من طرف اللجنة المختصة. وأوضح محدثنا أنه تم الاتفاق مبدئيا على تحديد جنسيات الموسيقى الإفريقية والآسيوية والأوروبية والعربية لتكون حاضرة في الدورة الثامنة والأربعين. شرط التوازن وحضور الأغنية التونسية كما أفاد فتحي الخراط أنه من المسائل التي يحرص على أخذها بعين الاعتبار في الدورة الجديدة للمهرجان هي ضرورة تحقيق التوازن بين النفقات والمداخيل على نحو لا تكون فيه ميزانية المهرجان أمام مأزق الفشل طالما أن سلطة الإشراف سوف لن تبخل عن دعم هذه التظاهرة الدولية الكبرى بما تحتاجه مثلما أكد ذلك. في المقابل لم ينف الرأي القائل بأن هذا الشرط قد يكون سببا في اقصاء عدد من الفنانين التونسيين الراغبين في الفوز بعرض في إطار نفس المهرجان خاصة بعد أن أثبتت تجارب سابقة صحة هذا الرأي إذ قال في هذا الشأن : «هذا المعطى ثابت يجب التعامل معه بإيجابية ولكن لا يجب التغاضي عنه لذلك أرى أنه ليس هناك أي داع للتسرع والحسم في هذا الموضوع.» أما فيما يتعلق بالعروض التي تم الحسم فيها فأكد فتحي الخراط أنه إلى حد الآن ومثلما أعلن عن ذلك مهدي مبروك وزير الثقافة خلال اليومين الأخيرين تم الحسم والاتفاق مبدئيا مع بعض الأسماء على غرار مارسيل خليفة وفرقة الميادين من فلسطين وصابر الرباعي ونجوى كرم وراغب علامة ونصير شمة وجمال دبوز في انتظار الحسم مع بقية العروض المطروحة أمام اللجنة خلال الأيام القليلة القادمة. فيما أوضح أن إدارة المهرجان لم تناقش بعد المسألة المادية مع عدد آخر من الأسماء المرشحة للمشاركة في هذه الدورة.