تمكن الإخوان المسلمون من خلال حزب الحرية والعدالة، والسلفيون من خلال حزب النور من حصد الأغلبية البرلمانية خلال الانتخابات التشريعية الأولى بعد ثورة 25 جانفي المصرية. الإخوان الذين تعهدوا بعدم الدفع بمرشح في انتخابات الرئاسة، اختاروا خيرت الشاطر ممثلا لهم، وقد اعتبر حينها المراقبون أنّه الورقة الرابحة لحزب الحرية والعدالة للسيطرة على السلطة التشريعية والتنفيذية، إلا أنّ ترشحه سرعان ما أسقط، وقدم الإخوان محمد مرسي بديلا. ويرى عدد من المحللين المصريين أنّ المرشح البديل كما يحلو لهم وصفه لا يتمتع بحظوظ وفيرة في السباق نحو الرئاسة فقد جاء ترشيحه في آخر لحظة. أما المرشح الذي اختار السلفيون دعمه فهو عبد المنعم أبو االفتوح الذي وصفه أحد الأعضاء المؤسسين للدعوة السلفية في مصر في تصريح صحفي بأنّه مرشح إسلامي «معتدل»، وهذه الخطوة التي أقدم عليها السلفيون تمثل حسب محللين «ضربة لفرص مرشح الإخوان محمد مرسي». فخيار السلفيين كان أكثر ذكاء في حين جاء ترشيح مرسي في اللحظات الأخيرة، خاصة أنّ مرشح جماعة الإخوان المسلمين كان يسعى للفوز بأصوات المحافظين ودعم الجماعات السلفية التي لديها أكثر من ثلاثة ملايين عضو ملتزم وتسيطر على ما يصل إلى أربعة آلاف مسجد. كما يعد مرسي من الجناح الأكثر محافظة في الإخوان المسلمين ويتعرض لانتقادات على نطاق واسع على أساس افتقاره للشخصية الكاريزمية. فرصة خسرها الإخوان أما أبو الفتوح المعروف بأنه وجه إصلاحي انشق عن جماعة الإخوان العام الماضي عندما قرر خوض انتخابات الرئاسة، ولم يكن قراره ذلك متماشيا مع تعهد الجماعة بعدم الدفع بمرشح في انتخابات الرئاسة. وقد اشتهر أبو الفتوح في الحادثة الشهيرة التي جمعته في جامعة القاهرة مع الرئيس المصري حينها (الراحل أنور السادات)، حين شغل أبو الفتوح منصب رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة، واتهم السادات بأن من يعمل حوله هي مجموعة من المنافقين، متعللاً بمنع الشيخ محمد الغزالي من الخطابة، واعتقال طلاب تظاهروا في الحرم الجامعي. فغضب الرئيس السادات وأمره بالوقوف أثناء مناقشته، طالباً منه أن يحترم نفسه لأنه يتحدث معه. وقد أكد استطلاع للرأي نشرته صحيفة «الأهرام» المصرية العام الماضي، أن أبو الفتوح والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، يتمتعان بأكبر نسبة تأييد لمنصب الرئاسة وصلت ل 20 في المائة. يبدو خيار السلفيين بتأييد أبو الفتوح خطوة ذكية قد تجعل حظوظهم في الانتخابات الرئاسية أكبر من حظوظ الإخوان الذين دخلوا في تجاذبات سياسية عدة وتراجعوا عن وعودهم السابقة. فهل ستكون الغلبة للمرشح الذي يدعمه السلفيون أم أن الرئيس المصري القادم لن يكون ماركة إسلامية «مسجلة»؟