سيدي بوزيد- الاسبوعي- القسم القضائي: جدت مثلما هو معلوم صباح يوم الاربعاء الفارط جريمة قتل مزدوجة بطريق المطار بصفاقس انتهت بمقتل طالبة تدعى سهام (من مواليد 1985) وانتحار قاتلها (ط) وهو مجاز من أحد المعاهد العليا بسوسة. والد الضحية يتحدث عن تلقيه إرسالية من المتهم يهدده فيها بقتل ابنته وعائلته تفنّد «ط» حرّر رسالة لعشيقته ضمنها عبارات حب وغرام ثم ذهب للقائها فحصلت المأساة وباتصالنا بوالد الطالبة بسيدي بوزيد حدثنا عن الظروف التي حامت حول هذه الجريمة فقال: «لقد اعتادت ابنتي التحول الى حاجب العيون حيث تقطن عائلة جدها ويبدو أنّ تلك الفترة ونظرا لصغر سنها فقد نجح الشاب (ط) في إقناعها بربط علاقة بينهما ولكننا نصحناها طويلا بالابتعاد عنه لعدة أسباب». واضاف الأب: «لقد ابتعدت ابنتي عنه ولكن هذه القطيعة لم يستسغها الشاب فحاول مرارا اعتراض سبيل سهام لاقناعها بضرورة الارتباط به ولكنها تجاهلته مرارا وعندما واصل تصرفه هذا اشتكيته للسلط الأمنية وأمضى على وثيقة يلتزم فيها بعدم إزعاج ابنتي مجددا ولكن..» خرّب جسدها ب 17 طعنة صمت محدثنا طويلا ثم عاد ليواصل سرد تفاصيل المأساة التي حلت بعائلته فقال: «صباح يوم الاربعاء الفارط تحولت سهام رفقة زميلتين لها الى الكلية الواقعة بطريق المطار للدراسة عندما فوجئت بيد توضع على عينيها فاعتقدت في البداية أن احدى صديقاتها بصدد ممازحتها وعندما حاولت معرفة هويتها فاجأها الشاب (ط) وطعنها بسكين في جنبها الأيمن. حينها فقط تفطنت صديقتاها لخطورة ما يحدث فأطلقتا عقيرتهما بالصراخ وهو ما دفع بالقاتل الى تخريب جسد ابنتي بنحو 16 طعنة متتالية في أنحاء عديدة من جسمها حتى فارقت الحياة». انتحر بنفس السكين وأضاف محدثنا: «عندما تأكد (ط) من وفاة ابنتي وعلى مرأى ومسمع عدد من المارة أمسك بالسكين بقوة وطعن نفسه في البطن مما تسبب في وفاته أيضا». يذكر أن والد الضحية وهو إطار بوزارة الثقافة والمحافظة على التراث أفادنا بأنه تلقى قبل أيام من الجريمة إرسالية قصيرة من «ط» يهدده فيها بقتل ابنته سهام فتقدّم ضدّه بقضية لدى وكيل الجمهورية بالقيروان قبل أن ينفذ فعلا تهديده ويقتلها أبشع قتلة على حد تعبيره. شقيق المتهم يفند أقوال والد الضحية لقد كان المشهد مأسويا حسب ما أفادنا به شهود عيان.. جثة سهام ملقاة أرضا وبالقرب منها (ط).. يحتضر قبل ان يفارق الحياة لاحقا... كانت نهاية مؤلمة لقصة حب ظلت يانعة من طرف (ط) وجافة من طرف سهام.. هذا ما أكده لنا شقيق الشاب (ط) ويدعى عادل المصري في اتصال هاتفي به والذي فند قبل كل شيء- ما تحدث عنه والد الطالبة حول تلقيه ارسالية قصيرة من «ط» يهدده فيها بقتل سهام. وقال في هذا الصدد: «لو كان فعلا تلقى رسالة قصيرة مماثلة لما يقول من شقيقي لعجّل بابلاغ أعوان الشرطة ولكنه لم يفعل لذلك لا أساس من الصحة لهذه المزاعم» حب متبادل وعن التراكمات التي أنتجت هذه الجريمة قال عادل: «لقد تعرف شقيقي منذ نحو سبع سنوات على سهام التي كانت تأتي لحاجب العيون لزيارة عائلة جدّها وولدت علاقة بريئة بينهما فتعلق بها وتعلقت به وتبادلا عبارات الحب ولكن بعد فترة بدأت هذه العلاقة تخفت بسبب الضغوطات التي مارستها عائلة سهام على الفتاة لقطع العلاقة فكانت احيانا تتنصل من لقائه وأحيانا اخرى لا ترد على مكالماته ولكنها في بعض الاحيان تهاتفه (Appel) أو ترسل له ارسالية قصيرة وهو ما أدخل شقيقي في حالة من الاضطراب لذلك كان يحاول دائما إعادة المياه الى مجاريها امام اقتناعه بأن الفتاة تحبه رغم كل الضغوطات». شكاية والتزام وروى لنا السيد عادل المصري كيف أن الفتاة هاتفت شقيقه منذ فترة وضربت معه موعدا للقاء ولكن بحلوله بالمكان وجد صديقة سهام في انتظاره قبل أن يحل أعوان الأمن ويوقفوه. وبنقله الى المركز الأمني أمضى شقيقي على وثيقة التزم فيها بعدم اللقاء بسهام بعد أن تقدم والدها بشكاية ضده كما امضت سهام على نفس الالتزام. رسالة أخيرة واضاف محدثنا الذي كان متأثرا للغاية لما حصل خاصة وأن شقيقه المجاز عرف بهدوئه وطيبته: «في الاونة الاخيرة ظهرت على أخي علامات الاضطراب اذ اصبح يحبذ الانزواء والانفراد بنفسه وقد علمت انه حرّر رسالة لحبيبته ضمنها عبارات الحب الذي يكنه لها ولكنني لم أطلع على هذه الرسالة الى حد الآن والتي قد تكون ضمن المحجوز لدى أعوان الأمن. وختم عادل حديثه بالقول: العذاب النفسي الذي عاشه شقيقي من خلال علاقته بسهام أو جراء بطالته دفعه الى اقتراف هذه الجريمة». صابر المكشر