الأسبوعي- القسم القضائي أجواء العيد لم تلج بيت عائلة المرسني بنابل هذا العام فالسعادة اختفت والحلويات كذلك وحضرت الآلام والأوجاع والدموع والأحزان.. غابت التهاني وعوضتها التعازي في وفاة الابن الاصغر حبيب (من مواليد 1986) الذي استهدف لعمل إجرامي ..الحزن كان يخيّم على الحي بأكمله يوم زيارتنا للعائلة.. بيت الضحية تحول قبلة للمعزين.. الأب بلقاسم كان محاطا بعدد من الأقارب يحاولون مواساته ..الأم مغمى عليها من فرط الصدمة.. أخوات يبكين فراق أخ عزيز وأخ أكبر لم يصدق بعد ما حصل.. لم يصدق مقتل شقيقه الذي يصغره ببضع سنوات.. لم يصدق أنّ ال12 سنة التي قضاها الحبيب بعيدا عن مسقط رأسه جندوبة ستنتهي فجأة بمأساة.. ولكن هذا ما شاءته الأقدار ..أن يرحل الحبيب وتظل عائلته تكتوي بنار فراقه..أن يقتل وهو عائد الى البيت من أجل علبة سجائر ومبلغ مالي لم يتجاوز 900 مليم.. هكذا شاء القتلة بعد أن اعترضوا الشاب ليلا بطريق فرعية تحولت الأماكن القريبة منها إلى أوكار لمعاقرة الخمرة واستهلاك الأقراص المخدرة وشاكسوه واستفزوه ثم طعنوه للاستحواذ على ما بحوزته من مال. إيقاف المظنون فيهم في البداية نشير الى أن محققي فرقة أمنية مختصة تابعة لمنطقة الأمن الوطني بنابل ألقوا القبض على خمسة أشخاص إثر وقوع الجريمة من بينهم المظنون فيه الرئيسي وحجزوا السكين (آلة الجريمة) وسجلوا أقوال الجميع ثم أحالوا ملف القضية على قلم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية الذي بعد إجراء المزيد من التحقيقات والمكافحات أطلق سراح اثنين من المشبوه فيهم وأصدر بطاقات إيداع في شأن البقية. الخبر الأليم وعن ملابسات الجريمة أفادنا الشقيق الأكبر للهالك بأنه علم في حدود منتصف ليل الواقعة بأن أعوان الأمن قاموا بحملة أمنية واسعة النطاق إثر تعرض شخص للطعن «وبما أن شقيقي الحبيب تأخر في العودة إلى البيت». يتابع محدثنا «فقد توجهت الى مركز الشرطة بنابلالمدينة للاستفسار عن شقيقي ومعرفة سر تأخره وما ان أدليت بهويته للأعوان حتى تلقيت الصدمة... لقد أعلموني بوفاته إثر «براكاج» بطريق فرعية بالحي الصناعي... كانت كلمات المحققين تنزل عليّ نزول الصاعقة... اسودت الدنيا في عيني ولم أدر كيف سلكت طريق العودة الى البيت وكيف وهبني الله القوة لإعلام عائلتي بالنبأ المشؤوم». قتلوه من أجل... «باكو دخان» يصمت هنا محدثنا ليحل محله والده في سرد وقائع الجريمة فيقول: «لقد قام ابني في تلك الليلة باصطحاب شقيقته وزوجها نحو منزلها وفي طريق العودة استفزه عدد من الشبان بينهم شقيقان وطلبوا منه تسليمهم ما بحوزته من مال وأشياء ثمينة ولكن ابني امتنع فحاولوا تعنيفه ولكنه دافع عن نفسه حينها سلم أحد المظنون فيهم سكينا للمشتبه به الرئيسي ليسدّد بها طعنة قوية استقر إثرها نصل السكين في الجزء العلوي من فخذ الحبيب ثم قاموا بالاستحواذ على علبة سجائر ومبلغ مالي قدره 900 مليم». وأضاف محدثنا بعبارات متقطعة: «لقد تفطن أحد الأجوار للواقعة فقام برشق المظنون فيهم بالحجارة فلاذوا بالفرار خشية افتضاح أمرهم... حينها توجه الجار الى موطن الجريمة ليعثر على ابني ينزف فسارع الى إشعار الحماية المدنية والشرطة ورغم نقله الى المستشفى فإنه سرعان ما فارق الحياة متأثرا بنزيف دموي حاد». ...ونغصت أجواء العيد وذكر الأب المكلوم أن ابنه استقر منذ عدة سنوات بنابل وظل يعمل في مصانع الفخار وأضاف: «لقد ألح علينا في الاستقرار بنابل... وها أنه بعد سبعة أشهر فقط من مجيئنا قتل وتركنا بلا عائل. وذكر محدثنا أن ثلاثة ممّن تم إيقافهم عنفوا ابنه وطعنوه أما المشبوه فيه الرابع فقد جلب آلة الجريمة والخامس قام بإخفائها وهو يرنو تتبع كل من تثبت إدانته في جريمة نغصت أجواء العيد على أهالي نابلوجندوبة على حد سواء. صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: