توقع سعد صدارة المحلل السياسي عدم حصول أي حزب من الأحزاب المتنافسة في سباق الانتخابات البرلمانية التي تجري اليوم في الجزائر بالأغلبية, وفسر ذلك بتشتت الأصوات و تساوي الفرص أمام أغلب المترشحين بين أحزاب ديموقراطية و إسلامية إضافة إلى طبيعة المجتمع الجزائري التي تقوم على العشائر والقبائل, وخلص الأستاذ الجامعي إلى إمكانية حصول الإسلاميين على 30 بالمائة من الأصوات وأشار إلى أن البرلمان القادم في الجزائر سيكون» كوكتال «من الأحزاب. وقال سعد صدارة إن الجزائريين جربوا الإسلاميين و أن الأمر ليس بالجديد فهم شركاء في السلطة منذ 1997 على عكس تونس و مصر الذين يختبرون الأمر لأول مرة. و قلل سعد صدارة من التحذيرات بشأن تكرار سيناريو التسعينات و قال لا المشهد السياسي و لا المشهد الأمني يسمح بذلك مضيفا أن الجزائريين لا يقامرون بالعودة إلى الوراء. و أشار إلى أن الخطاب الإسلامي اليوم على خلاف ما كان عليه شبه مطمئن لكل التيارات رغم وجود تحالفات و تكتلات سياسية قوية و من ذلك التحالف الرئاسي الداعم لبرنامج بوتفليقة و الذي يجمع حركة مجمع السلم و التجمع الوطني الديموقراطي و جبهة التحرير الوطني و أشار الى أن غياب النحناح عن المشهد كان له تداعياته و هو الرجل القوي الذي كان قادرا على جمع القوى الديموقراطية في تكتل واحد. ووصف صدارة المشهد السياسي في الجزائر بأنه قابل لاكثر من قراءة وأكثر نظرة بين المتفائلين و الاقل تفاؤلا و المتشائمين من الوضع و اعتبر أن لكل فئة اجتماعية موقفها فهناك فئات لا تهتم بما يحدث و هناك فئات سياسية معارضة و منها قدماء الجبهة الاسلامية أو الارسي دي و هؤلاء أعلنوا المقاطعة معتقدين أنها انتخابات بلا جدوى و ليس بناء على صفقة مع الجيش .و نفى المحلل الجزائري أن يكون هذا الموقف نتيجة صفقة مع الجيش و قال ان الجيش الجزائري انسحب من الحياة السياسية منذ العشرية السوداء و اقتصر الجيش يعد ذلك على مهامه الدستورية في حماية حدود الوطن و الحدود الجنوبية الشرقية من العصابات المنظمة وشبكات الارهاب ,و أضاف بأن هناك اجماع في صفوف الجزائريين اليوم على أن الجيش انسحب و ترك الامر للمدنيين و لكنه أشار الى أن هناك احتكار من بعض الجهات ومن جانب النظام و لكن لا يمكن القبول بأن الجيش يمكن ان يقف وراء مقاطعة الانتخابات . و قال سعد صدارة الجامعي بجامعة الجزائر ان بعض الجزائرين يرون موعد الانتخبات موعد عادي جدا و لكن هناك فئة تعتبر أننا أمام مرحلة جديدة للجزائر بعد كل المراحل السابقة اذا اكتملت ضمانات الحكومة بان تكون الانتخابات نزيهة .و أضاف ان كل جزائري سواء كان مقاطع للانتخابات أو مراهن عليها أو متردد يتطلع الى هذا الموعد . ما الذي سيتغير ؟ و اعتبر سعد صدارة أن أشياء كثيرة يجب أن تتغير بعد الانتخابات و أولها فتح المجال السياسي والاعلامي ولاحظ أن الوضع الاقليمي والدولي تغير وأن القناعات الجزائرية تغيرت بشكل جذري رغم أن بعض القناعات في بعض الجهات لا تتغير بسرعة من جهتها الحكومة تحاول ارسال خطابات طمأنة و سمحت لهيئات انتخابية وقضاة بمراقبة سير الانتخابات ,وأشار الى أن هناك مشاكل متعددة في صلب الإدارة وأن الحكومة القائمة متحزبة وهي في نفس الوقت مترشحة للانتخابات و قال ان بعض الاحزاب سبق و طالبت بتغيير حكومي وحكومة مستقلة لحين تسيير الانتخابات ولكن المطلب لم يقع الاستجابة له. و قال سعد صدارة ان الأنظمة تغيرت في كل من تونس و ليبيا وشهد المغرب انتخابات و تغيرت الحكومة و أشار الى أن الجزائر تأمل في التغيير بدورها و قال ان الجزائر عرفت شبه ثورة منذ ثمانينات القرن الماضي عندما انتفض الشعب على النظام انذاك و لكنه اشار الى أن التعددية التي كانت في الجزائر دون غيرها قبل عشرين عاما ظلت منقوصة ,و شدد على أن الجزائر سيستفيد مما هو موجود في تونس التي تعد اليوم منارة للحرية و الديموقراطية .و اشار الى أن التغيير يجب أن يكون عن طريق الخصوصية الجزائرية بعيدا عن صورة ليبيا و اليمن و اشار الى تجربة تونس جديرة بالاهتمام و أن زيارة راشد الغنوشي الى الجزائر كان لها دور في تقديم هذه الصورة والاستفادة منها . الجزائر و فرنسا وعما يمكن أن يتغير مع سقوط ساركوزي وفوز هولاند وعودة اليسار الى الاليزيه قال المحلل السياسي سعد صدارة انه لا يتوقع تغييرا كبيرا مع الاشتراكيين في السياسة الفرنسية مع بلاده وأشار الى أن الدول عادة تحافظ على سياساتها العامة ولكنه أشار في المقابل الى امكانية حصول تقارب من جانب فرنسا لاعادة رسم العلاقات ووصف العلاقات الفرنسية الجزائرية مع ساركوزي بأنها كانت متشنجة وأن تصريحات المسؤولين أثارت في أكثر من مناسبة حفيظة الجزائريين .واستبعد صدارة اعتراف فرنسا بما ارتكبته من جرائم وانتهاكات في حق الشعب الجزائري وخلص انه تم احياء ذكرى 8 ماي 1945 التي ذهب ضحيتها أكثر من 45 الف ضحية وقال ان النظام الفرنسي وليس المجتمع المدني الذي يرفض الاعتراف بكل الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في حق الجزائريين و التونسيين و المغاربة ...