تداولت الشبكات الاجتماعية وعديد المواقع على الانترنات في الأيام الأخيرة،خبرا منقولا أصدرته صحيفة لوموند الفرنسية مفاده أن ما يقارب 400 نوع من الأدوية اكتشف مؤخرا أنها تتسبب في الإصابة بالأمراض السرطانية وكذلك في نوع من العقم... وللتثبت من صحة هذا الخبر الذي من شأنه أن يدخل الفزع والخوف لدى المواطن التونسي،اتصلت زس مدنا بالتوضيحات التالية. المادة الحافظة «بارابان» ضرورية و الأمر محل متابعة مستمرة عالميا في خصوص هذا التحذير الأخير قال محدثنا أنه يعود إلى سنة 2004 حين تفطنت وكالات التقييم الدوائي العالمية وخاصة في كل من أمريكا وأوروبا إلى هذا الأمر وتحديدا إلى مكونات المادة الحافظة التي تسمىبارابان،والتي يمكن أن يكون مصدرها طبيعيا أو مصنعا،وهي توجد في عديد المواد منها الأدوية والمواد الغذائية،ومواد التجميل. ويتمثل الهدف من استعمالها في الأدوية حسب محدثنا، في تجنب التعفن الجرثومي للأدوية والفطريات وبالتالي الحفاظ على فاعليتها وسلامتها أيضا.وأضاف مدير الصيدلة والدواء أن وكالات التقييم تقوم بمتابعة الأمر باستمرار وتواصل القيام بالتجارب اللازمة للتثبت من التأثيرات الجانبية الممكنة لهذه المادة الحافظة الضرورية الموجودة في الأدوية بالكميات المحددة والمضبوطة،وخاصة منها الأدوية حلوة المذاق. التقييمات تنفي وجود مخاطر تهدد مستهلكي الأدوية. أكد كمال ايدير أن التقييمات التي توصلت إليها الدراسات المتواصلة من قبل الوكالات الصحية المختصة أثبت سلامة قائمة الأدوية التي تم نشرها مؤخرا من أي مخاطر جانبية قد تهدد صحة المستهلك،مشيرا إلى أن كل دواء يتضمن بعض الآثار الجانبية التي تتم دراستها وتحليلها والتثبت فيها من خلال منظومة تأخذ في الاعتبار منافع الدواء من جهة والمخاطر أو الآثار الجانبية المحتملة من جهة أخرى،كما يتم التنصيص على هذه الآثار في الورقة المصاحبة للدواء. وأضاف أن التقارير الأخيرة الخاصة بهذه المادة والصادرة عن أكبر وأبرز الوكالات المختصة التي تضم خبراء في العلوم والصحة ،تؤكد سلامة وجودة الأدوية المذكورة وكذلك على مواصلة استعمال هذه المواد الحافظة بالنسب المضبوطة،وبالتالي فإنه لا داعي للفزع أو الخوف أو التهويل،خاصة وأن وزارة الصحة تتابع الموضوع عن قرب بالتنسيق مع الأطراف المعنية . يذكر أن القائمة المنشورة مؤخرا لا تتضمن 400 نوع من الأدوية بل 400 اسم علمي لأدوية وهو ما يعني أكثر من ألف اسم دواء مثلما وضح كمال ايدير،وتضم القائمة أسماء علمية لأدوية متنوعة منها كثيرة الاستعمال في تونس مثل تلك المتصلة بأمراض المعدة مثلا والسعال والمراهم الجلدية وغيرها من الأسماء المتداولة بكثرة. منظومة يقظة من جانب آخر ولمزيد طمأنة المواطن على سلامة وجودة الأدوية المستعملة في تونس،قال مدير إدارة الصيدلة والدواء إن تونس تعتمد على منظومة يقظة ووقاية مستمرتين تقوم على ضمان النجاعة والجودة والسلامة،وذلك بمراقبة جودة الأدوية التي تصنع وتباع في تونس وتتم مراقبتها عند التسجيل وبعد التسويق وترفع منها عينات للتحليل والتثبت،بتخصيص ملفات مفصلة،وكذلك على اعتماد المركز الوطني للحد من مخاطر الأدوية المرتبط بالمنظمة العالمية للصحة على مبدإ الإشعار من قبل كل العاملين في القطاع للتنبيه إلى الأعراض الجانبية والجوانب السلبية للأدوية،مضيفا أن ثبوت ذلك يؤدي إلى عملية السحب من الأسواق مؤكدا في هذا السياق أنكل دواء موجود في السوق التونسية ويستعمل يكون قد خضع،ولا يزال،إلى التحليل والمتابعة حفاظا على سلامة المستهلك التونسيحسب قوله. وأشار في هذا السياق إلى قيام وزارة الصحة العمومية خلال الفترة الماضية بسحب بعض أنواع الأدوية منها دواء لعلاج السكري ثبتت تأثيراته الجانبية الهامة على الصحة،وأدوية أخرى متصلة بالإقلاع عن التدخين،وأنواع من الأدوية المستعملة بالنسبة للأطفال نظرا لانعكاساتها السلبية على الأدوية.