افتتح وزير الثقافة السيد مهدي مبروك صباح أمس، منتدى المجتمع المدني والتّراث الذي يتواصل إلى غاية اليوم 12 ماي الجاري وذلك بنزل بمدينة الحمامات. وأكد الوزير على أن وزارة الثقافة في العهد البائد لم تحمل من حماية التراث إلا الاسم وأضاف أن تنظيم هذا المنتدى ليس لطرح مسألة ملفات الفساد بقدر سعيه لإرساء خطة جدية للتعاون بين السلطة التي يشرف عليها والمجتمع المدني قائلا: «علينا اليوم الوقوف فعليا على مختلف الاعتداءات التي طالت الإرث التراثي والحضاري لبلادنا من خلال رصدها ومراجعة التشريعات المعنية بها وكسر البنية المركزية المفرطة ولعلنا نصل في المستقبل لتمكين الجمعيات الخاصة من المساهمة في صيانة التراث على غرار فرنسا». وبين وزير الثقافة أن فريقها يشتغل على مشروع إقامة مرصد وطني لحماية التراث الذي لن يتحقق دون شراكة فعلية مع المجتمع المدني كما ذكر أن الجمعيات المهتمة بالتراث لها الحق في التمويل العمومي كغيرها من المؤسسات المهتمة بالمسرح والسينما واعدا بالاهتمام بهذه المسألة. واعتذر وزير الثقافة للحاضرين عن بعض الثغرات التنظيمية مشددا على ضرورة تلافيها خلال اليوم الثاني من المنتدى. انطلقت المداخلات مع السيدة نجيبة الزائر القاضية بمحكمة الاستئناف بتونس التي قدمت محاضرة بعنوان «التراث والمواطنة والتشريع بينهما». حماية التراث بالقانون وطرحت القاضية نجيبة الزائر مسألة التّنصيص على حماية التراث في القانون حيث لفتت الانتباه إلى ضرورة مزيد تطوير هذه القوانين على غرار الفصل الأول من مجلة التراث والذي يبدو حسب رأيها شاملا فيما طالبت بأهمية تفعيل بعض الآليات المنصوص عليها في التشريع ومنها آلية المشاورة. وتدخل في اليوم الأول لمنتدى المجتمع المدني والتراث كل من السيدة آمال حشانة مديرة ادارة المتاحف والتراث والباحثة بالمعهد الوطني للتراث حميدة رحومة والسادة كارم داسي (باحث) والأسعد سعيد المندوب الجهوي للثقافة وعبد اللطيف مرابط المكلف بالتراث في الوزارة المشرفة إلى جانب عدد هام من الفاعلين في منظومة المجتمع المدني. ونذكر في هذا السياق حضور جمعية حماية التراث وتنمية السياحة الثقافية بسيدي بوزيد التي تسعى لجرد كل المناطق الأثرية والطبيعية بجهتها وتسجيلها وحمايتها إضافة إلى إنشاء مسلك سياحي يشجع على السياحة الداخلية والثقافية بسيدي بوزيد ممّا يطور الحركة التنموية والاقتصادية للولاية فيما تعمل على سبيل الذكر كذلك جمعية صيانة مدينة تستور على المحافظة على معالمها الأثرية والتعريف بها على نطاق أوسع ومنها الجامع الكبير الذي بناه الأندلسيون سنة 1609 حيث يمتاز بهندسة معمارية تمتزج فيها الروح الاسلامية بقواعد المعمار الروماني، وكذلك زاوية سيدي نصر القرواشي والمشيدة منذ سنة 1733. وللإشارة فإن منتدى المجتمع المدني والتراث يتواصل اليوم من خلال عرض عدد من التجارب والمشاريع على غرار عرض «حصن شكلي» للمعهد الوطني للتراث إلى جانب مناقشة تقارير الورشات التي تمت في اليوم الأول وناقشت علاقة التراث بالمواطنة وكيفية اعتماد التراث كمصدر للتنمية المحلية والترميم والصيانة لهذا الإرث الحضاري.