علمت الصباح من مصادر سياسية مطلعة أن الوزير الأول السابق الباجي قائد السبسي يستعد للدخول في جولة مكوكية تقوده إلى عدد من الدول الأوروبية والعربية. وقد أوضحت مصادرنا أن قائد السبسي سيتوجه قريبا إلى الولاياتالمتحدة بناء على دعوة تلقاها من عدة أطراف من المجتمع المدني ومراكز صنع القرار بالولاياتالمتحدة. وإذ لم تؤكد مصادرنا الأسباب المباشرة للزيارة ولم ترد حتى عن سؤالنا المتعلق بالموعد المعلن للزيارة فقد اكتفت المصادر إلى الإشارة إلى أنهاقريبة. ومن الواضح أن زيارة الوزير الأول السابق تتنزل في إطار التحركات المتسارعة في سياق مفاده حشد الدعم لقيام قطب ثان من شأنه أن يعدل اتجاهات المشهد السياسي وليحدث شكلا من أشكال التوازن يمكن من قيام قطب ديمقراطي حقيقي خاصة وان المعارضات على اختلافها لم تفلح إلى الساعة في لملمة صفوفها والتقدم نحو افق مشترك من شأنه أن يحدث توازنا مع الاطراف الاسلامية التي تقودها حركة النهضة. وبالعودة إلى المبادرات المطروحة على الساحة إلى حد الآن يمكن القول أن مبادرة قائد السبسي تبقى الابرز في هذا السياق بالرغم من الاحترازات والغموض التي عبرت عنها قوى سياسية بسبب التمشي العام لهذا المشروع. وبالعودة إلى التاريخ فان تحركات قائد السبسي تذكرنا بما كان ينجزه احمد المستيري لحشد دعم القوى الخارجية المؤثرة على الساحة التونسية ابان تأسيس حركة الديمقراطيين الاشتراكيين ويذهب البعض إلى وصف هذا التمشي بأنه لم يخرج عن تقاليد وتعاليم المدرسة البورقيبية. ويذكر أن الباجي قائد السبسي ادى مؤخرا زيارة إلى العاصمة القطرية الدوحة اين كان له جملة من اللقاءات مع كبار المسؤولين هناك وهو ما خلق موجة من الاسئلة حول الدور القديم الجديد لقائد السبسي.