مثّل إحياء ذكرى تأسيس الشركة التونسية للكهرباء والغاز مؤخرا مناسبة للوقوف على إنجازات الشركة ومكاسبها وتقييم مسيرتها خلال خمسين سنة من العطاء والتطور بحضور محمد الأمين الشخاري وزير الصناعة واحمد بن صالح الذي واكب عملية تأميم قطاع الكهرباء وبعث الشركة التونسية للكهرباء والغاز في افريل 1962 وبمشاركة الرؤساء المديرين العامين والمديرين العامين السابقين والنقابيين. وفي هذا الإطار أكد محمد الأمين الشخاري وزير الصناعة بمناسبة خمسينية الشركة التونسية والغاز أنه رغم الظروف الصعبة التي عرفتها البلاد خلال سنة 2011 فإنّ الشركة تمكنت من ربط 52552 حريفا منزليا جديدا بشبكة الغاز الطبيعي و 63 صناعيا وتم أيضا مد ما يقارب 854 كلم من قنوات الغاز الطبيعي. وبلغت نسبة التنوير 99.5 بالمائة مقارنة ب 21 بالمائة سنة 1962 في الوسط الحضري و 6 بالمائة في المناطق الريفية. وتطور إنتاج الطاقة الكهربائية إلى 11902 جيغاوات ساعة في سنة 2011 في حين أنه لم يتجاوز 290 جيغاوات ساعة في سنة 1962. برمجة مشاريع جديدة بخصوص برمجة المشاريع أوضح الوزير أن الحكومة تحرص على إتباع سياسة تنمويّة واضحة تعتمد على جملة من الثوابت من أهمّها الاستجابة إلى مطالب ثورة الكرامة والحرية في العدالة الاجتماعية والتنمية الجهوية والتشغيل. و ذكر ان منشآت إنتاج الكهرباء التابعة للشركة تعززت بدخول وحدة الإنتاج بغنوش ( محطة دورة مزدوجة) حيز الاستغلال بطاقة إنتاجية تقدر ب 416 ميغاوات وبتكلفة جملية بلغت 700 مليار . وفيما يتعلق بمشاريع ربط بالغاز الطبيعي في عدة جهات بلغ عدد الحرفاء المزودين بالغاز الطبيعي خلال سنة 2011 حوالي 600 ألف حريف مقابل 25 الف حريف في سنة 1962. وفي نفس السياق أعلن وزير الصناعة عن برمجة أشغال مشاريع مد قنوات الغاز الطبيعي في ولايات سليانة وباجة وجندوبة والكاف انطلاقا من سنة 2013 وإلى حدود سنة 2016 وذلك انطلاقا من القصرين اين تمر إحدى القنوات الرئيسية للغاز الطبيعي. ولمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة المتوقعة لصائفة 2013 سيتم خلال شهر جوان من نفس السنة تشغيل دورة مزدوجة جديدة بسوسة بقدرة إنتاجية تناهز424 ميغاوات وتكلفة جملية تقدر ب 560 مليار. ومن المنتظر تشغيل محطتي إنتاج (دورة مزدوجة) بطاقة إنتاج أحادية تتراوح بين 400 و500 ميغاوات لكل محطة وذلك قصد مواجهة ذروة الطلب المتوقع بلوغها سنوات 2014 و2015. الطاقات النظيفة والمتجددة خيار استراتيجي واعتبر الشخاري أن التوجه نحو الطاقات النظيفة والمتجددة يشكل إحدى الخيارات المستقبلية لضمان انتقال طاقي آمن والضغط على تكاليف الإنتاج والمحافظة على المحيط والمساهمة في الحد من التغيرات المناخية في ظل الارتفاع المستمر لأسعار المحروقات حيث ستبلغ القدرة المركزة الجملية للشركة التونسية للكهرباء والغاز مع دخول محطة متلين كشابطة حيز التشغيل تدريجيا منذ فيفري 2012 ما يقارب 245 ميغاوات وترتفع بذلك مساهمة الطاقة الهوائية على الصعيد الوطني إلى حدود 6 بالمائة من القدرة المركزة الجملية.