تضاعفت ظاهرة التهريب بين تونس وليبيا منذ سقوط نظام المخلوع واستفحلت أثناء الثورة الليبية لتبلغ أقصاها بعد سقوط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، وهو ما ألحق خسائر مادية فادحة بالاقتصاد الوطني قدرت حسب بعض المصادر غير الرسمية بعشرات الملايين من الدينارات خلال أشهر قليلة ، وهو ما دفع السلطات التونسية إلى تركيز نقطة تفتيش قارة للديوانة التونسية على الطريق الوطنية الرابطة بين بن قردان وراس جدير اطلقت عليها اسم النقطة 14 مهمتها التصدي لمختلف أشكال التهريب. وفي هذا الإطار علمنا حصريا- أن أعوان الديوانة التونسية المتمركزين بهذه النقطة التي باتت تعرف بالنقطة السوداء بين مافيا التهريب تمكنوا في الفترة الممتدة بين 9 ماي و12 ماي الجاري من التصدي ل 82 شاحنة تونسية وليبية تشحن عشرات الأطنان من المواد الغذائية التونسية المدعمة والخضر والغلال والخمائر الكيميائة وأطنانا من المواد الغذائية والحليب ومشتقاته المجهولة المصدر وغير المراقبة صحيا وآلاف القطع من التجهيزات الالكترومنزلية والالكترونية والكهربائية والأثاث والإطارات المطاطية وعشرات الآلاف من البيض. وقالت مصادرنا إن الأعوان مصرون على التصدي لظاهرة التهريب التيزعزعت الاقتصاد الوطني وخلقت أزمات في السوق الوطنية نجم عنها الارتفاع الصاروخي لأسعار الخضر والغلال والبيض إضافة إلى المخاطر الحقيقية التي باتت تهدد المستهلك بما أن السلع الواردة غير مراقبة من قبل مصالح الصحة والتجارة، وهو ما مكنهم من التصدي ل 82 شاحنة تهريب خلال ثلاثة أيام فقط تشحن 162 ألف بيضة و5،5 أطنان من الشعير و11 طنا من الطماطم وخمسة أطنان من الفراولة وحوالي أربعة أطنان من الشاي وما يقارب نصف طن من القهوة وأربعة أطنان من القوارص وطنا من المقرونة وأكثر من سبعة أطنان من الفول والفلفل و5،5 أطنان من المواد الغذائية و2،5 طن من الأسماك الطازجة و1750 إطارا مطاطيا و800 لاقط هوائي رقمي و1600 سخان كهربائي و300شتلة زيتون وأطنان من الملابس الجاهزة والحفاظات وأواني الطبخ وأكثر من خمسة أطنان من الحليب واليوغرت ومشروب اليوغرت(تونسي وجزائري الصنع) والعشرات منكراذن الأحذية وأكثر من 250 زربية إضافة إلى 40 لفافة قماش زنة الواحدة بين 30 و200 كلغ. وحسب مصادرنا فإن سواق هذه الشاحنات يعمدون إلى التراجع إلى الخلف وسلك مسالك فرعية صحراوية للهروب من رقابة الديوانة، فيما يعمد سواق الشاحنات الثقيلة إلى التوقف على مقربة من مخيم الشوشة لتفريغ شحناتها التي تقدر بنحو أربعين طنا للشاحنة الواحدة في شاحنات خفيفة تمر عبر المسالك الفرعية، وهو ما يتطلب تكثيف المراقبة من مختلف الهياكل والأجهزة المعنية ولم لا تنظيم ندوات وبرامج توعية لمكافحة هذه الظاهرة المخربة لاقتصاد البلد مقابل إثراء العشرات من الأشخاص ممن خلفواالطرابلسية على رأس مافيا التهريب.