أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عشية الجمعة اختتام أشغالها وسط حضور مكثّف من قبل شخصيات سياسية وحقوقييّن بالإضافة إلى حضور كلّ من الرؤساء الثلاثة الذين ثمّنوا، خلال مداخلاتهم، مجهودات الهيئة مؤكدّين على استقلالية وحياديّة الهيئة المقبلة التي ستتولى تنظيم المرحلة الانتخابيّة القادمة. والمثير للاهتمام خلال هذا الحفل الاختتامي هو أنّ معظم الحاضرين قاطعوا مداخلات الرؤساء الثلاثة احتجاجا على عبارة «وطنيّة» منادين ب»مستقلة، هيئة عليا»، وهو شعار رفع أكثر من مرة، مما دفع رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر إلى الصمت قليلا ثمّ قال مبتسما: «تريدونها هيئة عليا، ستكون حتى أكثر من عليا إن شئتم». من جهتها، قالت الحقوقية بشرى بلحاج حميدة ل«الأسبوعي»: «لقد كنت من بين المشوّشين والمنادين باستقلاليّة الهيئة». واعتبرت محدّثتنا أنّ الهيئة «العليا المستقلة» أعلى من «الوطنية»، قائلة: «إنّ الوطنية تعود إلى الأحزاب وهي تذكّرنا بالمنطق الحزبي خاصة أنّ الحكومة الحالية طالما تحدثّت عن وفاق وطني، ونحن مصرّون على هيئة عليا، فعلويّتها تضعها فوق الأحزاب». وأشارت من جهة أخرى إلى أنّ أيّة محاولة لعودة تعيين أعضاء الهيئة من طرف المجلس التأسيسي يكرّس المحاصصة الحزبية ويعني دليلا على محاولة التزوير في المرحلة الانتخابية القادمة». «متشبّثون بهيئة عليا» في نفس الصدد، قالت بلقيس مشري النائبة الأولى لرئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ل«الأسبوعي»: «نحن حاضرون اليوم كهياكل مجتمع مدني لبعث رسالة إلى الحكومة مفادها أنّنا نساند الهيئة العليا المستقلة التي عملت بحياد وشفافية وحرصت على الحفاظ على استقلالية الهيئة، ونحن متشبّثون بهيئة عليا مستقلة تشرف على الانتخابات القادمة ولا لتكوين هيئة مبنية على المحاصصة الحزبية وتصف نفسها بالوطنية». وأكد سعيد العايدي وزير التشغيل السابق في حكومة الباجي قائد السبسي على وجوب إنشاء هيئة مستقلة، «لما في كلمة الاستقلالية من مضمون»، على حدّ تعبيره. لكنّ عبد الفتاح مورو اعتبر أنّ الاحتجاج والتمسكّ بكلمة «عليا» أمر مفروغ منه باعتبار أنّ صلاحيات الهيئة مستمدّة من القانون الذي يضمن استقلاليّتها. وأضاف قائلا: «إنّ التسميات غير مهمّة بقدر أهميّة صلاحياتها». كما حضرت سابينا فيجاني ممثلة مركز كارتر الذي تولى ملاحظة سير العملية الانتخابية والتي صرّحت ل»الأسبوعي» بوجوب الحفاظ على مكاسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والحفاظ على مكاسبها بالإضافة إلى الاستفادة من التوصيات السابقة لتجاوز العراقيل التي تعرضّت لها هيئة الجندوبي. «وطنية، عليا، مستقلة، دستورية، وطنية»، هذه أهمّ الصفات التي أطلقت على الهيئة خلال حفل اختتام الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ليبقى القرار النهائي للمجلس الوطني التأسيسي الذي سيتولى تنظيم تكوين الهيئة المقبلة.