لاشك أن الجلسة العامة الخارقة للعادة كانت صاخبة لكن من المفترض تمرير بعض المشاريع على التصويت قبل نهاية الموسم الرياضي ومنها المشروع رقم واحد الذي وقع التصويت عليه والذي يمثل تجربة جديدة في مختلف أقسام ودرجات كرة القدم بما يساعد على تنمية هذه اللعبة الشعبية التي يمكن أن تتحول (لو تتوفر إرادة صادقة واردة سياسية قوية) الى أحد أكبر المشاريع الاستثمارية التي بمقدورها أن تصبح اسفنجة تمتص جمهور العاطلين من خريجي معاهد الرياضة وأهل الاختصاص بدل أن تبقى كرتنا محترفة بقوانين جميعات خيرية جل مسؤوليها متطوعون لا يمكن محاسبتهم ولا أيضا مطالبتهم بأكثر من النتائج وحتى لا تظل أيضا الرياضة المشروع الاستثماري الضخم رهينة العطايا والدعم والمساهمات التي تخصم لاصحاب المال والأعمال والمؤسسات الاقتصادية مما هو موظف عليهم من قبل الاداءات هذا إن لم يتهرب جلهم بتعلة تقديم خدمة مجانية للأندية. وما دمنا نتحدث عن كرة قدم متطورة يفترض أن تكون احدى حلقات الحركة الاقتصادية لابد أيضا من الحديث عن جامعة الكرة في علاقة ببقية الهياكل فالمكتب الجامعي متطوع طبعا لكن هذا لا يعفيه من تحقيق انجازات تحتسب له وتسجل في تاريخ الجامعة. ولا يمكن للجامعة أن تكون قوية ورائدة في قراراتها إلا اذا كانت الهياكل التابعة لها والمحيطة على نفس القدر من العزيمة ووضوح الرؤية على غرار الرابطة المحترفة التي وقع حلها مؤخرا إثر استقالة راضي سليم الذي كان وفيا لروحه الرياضية وحضر لتهنئة اللجنة المستقلة الجديدة التي عينتها الجامعة لادارة شؤون الرابطة الى حين اجراء الانتخابات المفترض أن تقام في الأسبوع الاخير من جوان القادم. راضي سليم هنأ اللجنة المستقلة كما أكد أنه على استعداد لتقديم العون والمساعدة إن احتاجته وهي حركة يشكر عليها رغم أنه يعتزم اعداد قائمة ستخوض غمار الانتخابات المقبلة وسيحتكم مثل غيره للصندوق. واذا كان راضي سليم قد وضع حدا لأحلام وطموحات البعض من المنتمين للمكتب المنحل والذين سعوا بكل الطرق الى إطالة أنفاس مكتب الرابطة المنقوص حتى أواخر جوان القادم على غرار محمد السلامي وطارق الهمامي فإن الجامعة اليوم تريد مكتب رابطة له من الجرأة والكفاءة لإدارة الشأن الكروي ومكتب رابطة مسؤولة عنه الأندية التي ستختاره وتصوت عملا بديمقراطية الصندوق خاصة أن شهاب بلخيرية أكد في عديد المناسبات على أن الجامعة تلتزم مبدأ الحياد وما على الأندية الا اختيار القائمة الاقوى والأكثر جدية وانضباطا.. وبمنطق الحياد والمهنية لا يمكن لنا بأية حال من الأحوال أن نرى مستقبلا رابطة يترأسها محمد السلامي أو طارق الهمامي (كلاهما يعد قائمة وسيدخل غمار الانتخابات) لأن المكتب الذي كانوا ينتمون اليه خلق الأزمات بدل حل المشاكل وليس أدل على ذلك الا قضية لمجد الشهودي التي لو لم يتدخل علي الحفصي (رئيس الجامعة آنذاك) كلها لكانت الكارثة.. وتلتها ايضا قضية مماثلة تتعلق بشمس الدين الذوادي والجميع يعرف مختلف الأطوار. وبما أن مصلحة كرة القدم تهم الجميع فإنه من الواجب اختيار أحد أعضاء الرابطة المحترفة المنحلة لقيادة رابطة الهواة للقطع مع بعض الوجوه القديمة التي تواجدت فيها وصناعة مرحلة جديدة يتجاوب فيها الرئيس الذي يفترض أن يكون شابا من حيث السن وله تجربة ودراية بعالم التسيير مع المشروع المعتمد الجديد الذي صادقت عليه الجلسة العامة الخارقة للعادة.. فكبار المسيرين مرّوا بمثل هذه المراحل والهادي لحوار خير دليل على ذلك فقد تقلب بين مختلف مراحل التسيير في شتى الاقسام مما يؤهله اليوم لأن يكون الرئيس القادم لمكتب الرابطة المقبل. ومن الحق الطبيعي لبعض القائمات الدخول في تحالف مع قائمة الهادي لحوار لخلط الأوراق من جديد ولايجاد التركيبة المثلى للمكتب المقبل الذي من شأنه النهوض بكرة القدم واتباع أنموذج ناجح على غرار الرابطات الأوروبية اذ على الأندية أن تختار الأسماء التي أكدت على امتداد مسيرتها انها من الثقات وأن تختار برامجها والهادي لحوار واحد من هذه الأسماء.. وهذا ليس اطراء أو رمي ورود بل حقيقة لأن لحوار أثبت سواء في حمام سوسة أو في الجامعة أنه صديق الجميع وخدوم ويمتاز بدماثة الأخلاق والخبرة. على الأندية أن تختار من هو على استعداد لخدمة الجميع وفرض القانون والقطع مع بعض الوجوه القديمة في الرابطة التي قد تترأس بعض القائمات حتى لا نعود للقرارات المرتجلة والى نفس بركة المياه الآسنة التي نريد تطهيرها والمرور الى مرحلة العمل.. المهم أنّ القرار الأخير لدى الأندية وعليها أن تعرف من تختار ليعدل بينها لكن حذار من السقوط في فخ الوعود الزائفة ومن أساليب تعبوية نعتقد أن أصحابها معروفون حتى لا تلدغ الأندية من جحر مرتين..