لقد تمنيت في مقال سابق من كل اعماقي ان تمتد الأيادي الطيبة الى رؤساء الجمعيات المورطين في قضايا عدلية من أجل اصدار صكوك بدون رصيد وهو شعور نابع من الصميم وتقدير لهم عمّا قدموه من تضحيات لفائدة الرياضة ومن اجل شباب تونس.. ان نداءنا التآزري والتضامني لاجلهم لا يعني تأييدنا لما اقترفوه او تشجيعا لهم على التمادي فيه.. بل بالعكس فان هذه المسألة تجرنا حتما الى التطرق الى مواضيع عدة اهمها يتمثل حسب رأينا في كيفية التصرف المالي لتسيير شؤون الجمعية وتلبية الحاجيات اليومية والضرورية لها فكلنا يعلم بان الجمعيات الرياضية في بلادنا تخضع الى الرقابة المالية العمومية التي تجبر المؤتمنين على النوادي اتباع تراتيب جلية ومحددة واحكام صريحة ومدققة نص عليها قانون المالية وعرّض كل من خالفها او تجاهلها او من رمى بها عرض الحائط الى تتبعات تنجر عنها عقوبات جزائية صارمة.. وهو ما لا نتمناه لمؤطري شبابنا وصائني مكاسبنا الرياضية. ان الجمعيات التي ينطبق عليها قانون الشيكات بدون رصيد يصبح رئيسها مقيد اليدين لا حول ولا قوة له على فك معصميه وعملا بمقولة مكره اخاك لا بطل يقرر عن مضض انتهاج الطرق الملتوية والأساليب المشبوهة قانونا للخروج من هذا المستنقع الوخيم دون ان يبالي بعواقبه السيئة. وبما ان جل أنديتنا بجميع اقسامها واصنافها قد انتفعت بمحاسن المركاتو الشتوي الاخير جراء التفويت او اقتناء لاعبين بمبالغ تعد بالملايين من الدينارات.. فاننا نتساءل اولا عن الطريقة المالية القانونية التي اعتمدها رؤساء وامناء هذه الجمعيات المعنية بقضايا الشيكات بدون رصيد لاتمام الصفقات؟ وهل استعملوا صكوكا باسم الجمعية أم تستروا بصكوك احد المسيرين او المقربين؟ أم تم التعامل مباشرة بالسيولة؟! فجميع هذه الحالات غير شرعية وتعد خرقا صارخا لقانون المالية الذي لا يرحم المغفلين ولو كانوا على حسن نية وخاصة اذا ما كان من ضمنهم رجل قانون وكاتب عام لفريق عريق، من أجل القيام باحتراز فني يسلم شيكا باسمه الشخصي بمبلغ خمسمائة دينار (بحوزتنا نسخة منه) لامر الرابطة الوطنية المحترفة التي تقبل وتشجع مثل هذه المعاملات وذلك في غياب نصوص قانونية جلية تمنع ذلك. نعم، ان مثل هذا الصنيع المشين والمتعمد لا يزال ينخر جسد رياضتنا في ظل سياسة التساهل والتسامح المتبعة من طرف المشرفين على القطاع الرياضي!!! ان الواجب يدعونا اليوم الى مراجعة انفسنا بكل موضوعية حتى نتمكن من اتخاذ قرارات جريئة وتحيين القوانين للحد من هذه التجاوزات الخطيرة التي تعصف بالرياضة وتعيق مسيرتها وليعلم مسؤولو النوادي انهم مؤتمنون على أموال المجموعة الوطنية وعلى تربية الناشئة وتأطير شباب هذا البلد العزيز المستقر، كما انهم مدعوون خاصة للمحافظة على القيم النبيلة والمبادئ الجليلة. عز الدين العجمي * ملاحظة: نحتفظ بنسخة من شيك بمبلغ 500 دينار وجه الى الرابطة رغم كونه تابعا لشخص وليس لجمعية.