يشكو قطاع الصحة جملة من المشاكل التي تؤثّر في جودة الخدمات الصحية، وعادة ما يفقد المريض حياته بسبب تردّي هذه الخدمات، لكن ما من أحد يمكن أن يتصوّر أن «تكون سيارات الإسعاف عربات نقل بضائع بالأساس»، هذا ما أكدّه رئيس الغرفة الوطنية للنقل الصحي الخاص الطاهر اليعقوبي ل»الأسبوعي». «يبلغ عدد شركات النقل الصحي في تونس 41 شركة مما يجعل مساهمة في تشغيل 41 طبيبا و82 ممرّضا على أقلّ تقدير، باعتبار أنّ كلّ سيارة إسعاف مجهزّة تستوجب حضور طبيب وممرّضين لإسعاف المريض. وقال رئيس الغرفة ل«الأسبوعي»:« إنّ الدخلاء على المهنة هم سبب تشويه سمعة قطاعنا من جهة موت بعض المرضى ومن جهة أخرى لغياب التجهيزات الأساسية عند نقلهم إلى المستشفيات أو المصحات ». وأشار في هذا الإطار إلى أنّ كلفة سيارة الإسعاف المجهزّة تتراوح بين 130 و140 ألف دينار، في حين أنّ كلفة سيارة الإسعاف الدخيلة لا تتجاوز ال35 ألف دينار». ونددّ اليعقوبي بغياب المراقبة نظرا إلى تفشّي ظاهرة انتشار سيارات الإسعاف غير القانونية، قائلا: «من المؤسف أن نجد بعض المصحات الخاصة التي تتعامل مع سيارات إسعاف غير قانونية لا تخضع للشروط الصحية الدنيا ولا تحمل من التجهيزات سوى سرير المريض و»السيروم» والممرض». ومن الطرائف التي كشفها محدثنا هو أنه على عكس كل الأعراف الطبية التي تستدعي لونا موحدا لسيارات الإسعاف وهو اللون الأبيض، فإننا نجد سيارات «على كل لون يا كريمة»، على حدّ تعبير محدّثنا الذي قال: «أصبحنا نجد اليوم سيارات إسعاف سوداء وزرقاء تذكّرنا «بالبرويطة»، وإنّ هذه السيارات هي في حقيقة الأمر سيارات لنقل البضائع تكون سوداء أحيانا وهي عادة ما تذكّرنا ب»البرويطة» لأنّها لا تحمل من العربة سوى العجلات». وأمام تحميل البعض وزارة النقل مسؤوليّة إعطاء هؤلاء الدخلاء رخصة سيارة الإسعاف، برّأ اليعقوبي وزارة النقل من هذه المسؤوليّة لأنّها «لا تمنح أبدا رخصة سيارة إسعاف لسيارة تحمل رخصة نقل بضائع»، على حدّ قوله. من جهة أخرى، أفادنا رئيس الغرفة الوطنية للنقل الصحي الخاص أنّ الغرفة قدمّت مطلبا منذ أسبوعين تقريبا لوزير الصحة موضوعه تعديل كراس الشروط الذي تمّ وضعه منذ 1993. وقال في هذا الصدد: «لقد ارتفعت أسعار البنزين وارتفعت كلفة العلاج ولم يقع تعديل كراس الشروط إلى حدّ اليوم». كما دعا رئيس الغرفة إلى وجوب عدم منح رخصة شركة النقل الصحي «لكلّ من هبّ ودبّ»، على حدّ تعبيره، قائلا: «نجد بعض الشركات التي لا تملك سوى سيارة إسعاف واحدة، فهل من المنطقي تمكين هذه الشركة من رخصة في الوقت الذي توجد فيه شركات أخرى تملك 5 أو 6 سيارات». كما تساءل عن جودة الخدمة التي تقدّمها شركة لا تملك سوى سيارة إسعاف واحدة». وأمام هذه التشكيات والمشاكل التي يعاني منها القطاع، نأمل أن تتحركّ وزارة الصحة وتتكاتف جهود مختلف الأطراف لحلّ مشكل «عربات نقل المرضى» لأنّ حياة الأشخاص باتت مهدّدة بهذه الطريقة.