يلعب الاتصال الاجتماعي دورا مهما في نشر قيم التحاور والوفاق بين مختلف فئات المجتمع. في هذا الإطار، التقت «الأسبوعي» بعبد العزيز السبيعي مؤسس الجمعية التونسية للاتصال الاجتماعي ليحدّثنا عن أهداف هذه الجمعية وعلاقتها بالنهوض بالإعلام التونسي جمعيّتكم حديثة النشأة، فلو تحدّثنا عن أهداف الجمعية الرئيسيّة؟ نسعى من خلال هذه الجمعية إلى توظيف الاتصال الاجتماعي كآلية لنشر قيم التحاور والوفاق بين مختلف الفئات والأطراف بالإضافة إلى المساهمة في تنمية الشراكة مع الجمعيات ذات الاهتمام المشترك في الداخل والخارج . كما نسعى إلى تنظيم دورات تدريبية وتثقيفية حول علم الاتصال الاجتماعي باعتباره مجالا معرفيا ونشر دوريات وكتب في وسائط متعددة للتعريف بالطرق الحديثة للاتصال الاجتماعي من خلال الدراسات والبحوث وبالتنسيق. تتعلّق جمعيتكم بالاتصال الاجتماعي، هل يعني ذلك أنّ الجمعية ترنو إلى تغيير سلوك المواطن التونسي؟ إنّ الاتصال الاجتماعي كمجال معرفي يكتسب منذ الصغر في برامج التربية والتعليم ما من شأنه تمكين الفرد من تنمية مهارات التواصل مع الآخر وتعزيز الثقة الذاتية والقدرات الشخصية. ونحن لا نولد اتصاليين بطبيعتنا، ولكن نكتسب التواصل من العلاقات الإنسانية، لذلك نسعى إلى النهوض بالعملية التواصلية في المجتمع وتغيير سلوك المواطن التونسي الذي يخشى الاندماج والتواصل مع الآخر. كما سنعمل على توعية التونسي بالجانب القانوني. لو توضّح أكثر؟ أظنّ أنّنا متفّقون أنّ معالجة أيّ أمر أو ظاهرة يمرّ بترتيب منطقي يبدأ بالمعرفة ويمرّ بالإقناع والتوعية والتحسيس وصولا إلى الشرعية القانونية. وما لاحظناه سابقا ولازلنا نلاحظه إلى اليوم هو وجود حلقة مفرغة بين المعرفة والقانون، وهذه الحلقة هي الإقناع. وهنا يأتي دور الاتصال الاجتماعي الذي يرتكز بالأساس على قوة الإقناع من خلال التفاعل ورجع الصدى «Feed Back»، وعلى الدولة أن تتفطنّ إلى هذه الحلقة المفرغة، فالقانون لن يطبّق إذا لم يقف مليا عند العملية التواصلية. فإذا لم يقع تشريك المواطن في وضع القانون، لن يمتثل له ما من شأنه التسبب في إضعاف القانون وبالتالي إضعاف الدولة. توجد علاقة تكامل بين الاتصال والإعلام، فهل وضعتم استراتيجية لتعزيز هذه العلاقة والنهوض بقطاع الإعلام؟ عندما تشتدّ الأزمة، يكون الفكر وحده القادر على إيجاد الحلّ، والإعلام التونسي يعيش اليوم أزمة خاصة أنّ كلّ من هبّ ودبّ ينعته بنعوت سخيفة. ونحن كجمعية علمية واعون بأننا نعيش متغيّرات جديدة وسنعمل على إرساء إعلام جديد يرتكز على اتصال اجتماعي يمكّن من التواصل مع المواطن والتفاعل معه خاصة في ظلّ هذا التعدّد الإعلامي الذي نعيشه اليوم. فعندما يعتمد الإعلام الاتصال الاجتماعي وفق قواعد علمية سيكون أكثر مصداقيّة وحياديّة.