كشفت دراسة أعلن عنها مستهل هذا الشهر وأجرتها مؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات» حول تأثير آراء علماء الدين السعوديين في الناس عن انخفاض حادّ في الآراء العلنية الداعمة للعنف والقنال وقد ذكرت هذه الدراسة أن من أبرز هؤلاء العلماء نجد المفتي عبد العزيز آل الشيخ سلمان العودة لكن باقي العلماء مازالت تتنازعهم اتجاهات الحداثة والتشدّد. والدكتور سلمان العودة عالم الدين السعودي الذي أصدر مؤخّرا كتابا بعنوان «أسئلة الثورة « وأثار جدلا فقهيا وفكريا كبيرا عندما تطرّق فيه إلى كون الخيار الأفضل للمجتمع هو ممارسة عملية التغيير ومواكبة الحاجات المتجددة باستمرار، مذكرًا الأنظمة العربية بأنّ أمامها مهمة ملحة نحو الإصلاح وتقديم تنازلات جريئة على صعيد تحقيق المواطنة والعدالة والإصلاح وسيادة القانون وإعادة صياغة العلاقة بين الحاكم والمواطن. في محاولة جادة وهادفة لوضع أهم معالم الخروج مما وصفه الكاتب ب»تيه المثقفين بعد الثورات العربية.. تيه في البحث عن المخرج.. وتيه في إعادة بناء المفاهيم.. وتيه تصور واقع الثورة».. وقد أشار العودة إلى أن مصطلح الدولة الدينية مهمّ تاريخيا؛ لأنه ارتبط بمعنى الثيوقراطية أو حكم رجال الدين وهو ما لم يكن حاضرا في الفكر أو التاريخ الإسلامي.. واعتبر أن الديمقراطية أفضل بمراحل من النظم الاستبدادية لأنها تحقق قدرًا من العدالة والتراضي والتداول السلمي للسلطة، إضافة إلى اعتراف الديمقراطية بعيوبها وقدرتها على التصحيح.. واعتبر أن الانتقال من «الثورة» إلى «الدولة» لا يمثل تأهيلا للأحزاب الإسلامية فحسب بل يضع على كاهل الإسلاميين مسؤولية كبيرة وتاريخية في إنجاح ما بعد الثورة، مشيرا إلى أنها تقع في اتجاهات مختلفة منها: أن من حق الإسلاميين أن يستعيدوا مكانتهم التي حرموا منها عبر عقود في المشاركة السياسية والحضور الإعلامي وتكوين الأحزاب. ألا تقع البلدان في استبداد جديد بغطاء إسلامي يستنسخ التجربة الإيرانية بنكهة سنية. حماية البلاد من الوقوع في وحل الفوضى وعدم الاستقرار من خلال الصراع والتنافس مع القوى الأخرى.