الشركة الدولية لأشغال الاتصالات وكيلها محمد صالح السعدي مع جملة من شركائه استثمروا لا فقط جميع مداخيلهم الخاصة وإنما اقترضوا كذلك من البنوك بضمانهم الشخصي لتكوين هذه الشركة والمساهمة في اقتصاد البلاد وخلق مواطن شغل لحوالي مائة عامل وإطار تخصصت هذه الشركة في مجال إنجاز الشبكات العمومية للاتصالات وشبكات التوزيع وحققت أرباحا هامة لتميزها بالجودة وإتقان عملها مع التزام أداء واجبها الجبائي تجاه الدولة مما جعلها منافسا مقلقا لأصهار «العائلة المالكة» التي أرادت إقصاءها بجميع الوسائل غير المشروعة باستعمال هياكل الدولة والذين كانوا يأتمرون بأمرها منها إدارة الآداءات تحت إشراف وزارة المالية لتسليط عصا القهر. حيث فوجئ وكيل هذه الشركة بإعلامه بصدور قرار بالتوظيف الإجباري عدد 101 بتاريخ 14 جوان 2006 يقضي بإلزامه بأداء مبلغ 2.194.545 ألف دينار (مليارين ومائة وأربعة وتسعين مليونا وخمسمائة وخمسة وأربعين دينارا) للخزينة العامة هذا المبلغ الخيالي البعيد كل البعد عن الواقع الذي نزل كالصاعقة عليه ودخل المستشفى على إثره ومن نتائج قرار التوظيف هذا أن حرم الشركة المشاركة في الصفقات العمومية الذي يمثل نسبة 95% من نشاطها لاستحالة حصولها على شهادة براءة ذمة من الخزينة العامة مما جرها لتسريح عدد هام من عملتها نظرا للتراجع الهام لنشاطها ومما عمّق هذه النكبة وزاد الطين بلة أنه استحال على الشركة خلاص أقساط القروض القائمة بذمتها لفائدة البنك الذي رجع على الأملاك الخاصة للمساهمين فباع عقاراتهم ومنازلهم ووجدوا أنفسهم قد خسروا كل شيء وذهب هؤلاء الطغاة بأموالهم وآمالهم وحتى أن منهم من يوجد في المستشفيات للمعالجة على إثر تعرضهم لنوبات قلبية واليوم البنك في طور بيع المسكن الذي يقطنه وكيل الشركة ليجد نفسه مشردا وعائلته في الشارع في سن تناهز الثمانين. إن إدارة الجباية إلى اليوم تتعنت ولا تريد أن تقرّ بخطئها الفادح وتقوم بالإجراءات اللازمة لإيقاف عملية بيع عقار محمد صالح السعدي رغم صدور حكم تعقيبي ضدّها يحملها خطأ إصدار قرار التوظيف الإجباري ورغم أن القضاء قد أنصف وكيل الشركة بإقراره أن المحاسبة الممسوكة من قبل هذه الشركة خاضعة لشروط الشفافية المطلوبة وتصاريحها مطابقة للواقع حسب المراجعة التي قام بها خبير عدلي في المحاسبة. لذلك على الحكومة وبالأخص وزارة المالية -إدارة الجباية- اتخاذ كل ما يلزم لإيقاف بيع مسكن هذا المواطن وكيل الشركة الدولية لأشغال الاتصالات الذي لا يعاب عليه شيء سوى أنه كان نزيها وحلم وعملته بإنجاح مشروعه خدمة لهذا الوطن