ماعدا وزير الدفاع: عبد الكريم الزّبيدي ووزير الثقافة المهدي مبروك، حلّ بقيّة الوفد الحكومي كوزير السّياحة والتّنمية الجهويّة والتّخطيط والصّناعة والتّجارة والمستشار لدى الوزير المكلّف بالملفّات الاقتصاديّة والاجتماعيّة ومرافقين من رئاسة الجمهوريّة ومختلف الوزارات على متن حافلة إلى مقرّ ولاية المهديّة التي شهدت حضور أعضاء المجلس الوطنيّ التأسيسي للجهة. ووصول عديد المواطنين من مختلف مناطق جهة المهديّة محمّلين بمشاكلهم ومطالبهم للتّحسيس بعمق معاناتهم وتهميش مناطقهم على حدّ تعبيرهم بما في ذلك تسجيل حالات نداء واستغاثة للتدخّل لرفع مظالم لا تزال تتواصل وتشتدّ حتّى ما بعد الثّورة. ومن ضمن المحتجّين الذين استقبلوا الوزراء عمّال مصنع «مقلدة الجمّ» وأصحاب الشّهادات العليا العاطلون عن العمل والعاملون ضمن الآليّات الهشّة وأصحاب أراضي غابة «الغضابنة» وممثّلون عن بحّارة الشّابّة والمهديّة وسلقطة وملولش وجمعيّة مناهضة لإعادة إحياء بعث مشروع المصبّ المراقب بين قصور السّاف وسيدي علوان ليتخذ منظمو هذا اللقاء في آخر لحظة قرارا بتحويل الاجتماع المضيّق المقرّر عقده في مقر الولاية إلى اجتماع عامّ في أحد النزل الفاخرة مكان تناول غذاء الوفد الحكوميّ، لتشهد باحات الفندق حالات من سوء تنظيم وإحراج لإدارة النزل والنزلاء من السوّاح الأجانب، مع ما مثله الحضور الكثيف من وحدات الجيش وطلائع التدخّل والبوب والحرس وفرق بالزّيّ المدنيّ، واحتقان المتساكنين الذين تكبّدوا مشاقّ السّفر وعناء انتظار الوفد الحكومي الذي تأخّر كثيرا بعقده لاجتماع في مقرّ الولاية لاستعراض الوضع العامّ للجهة، ولنلاحظ افتقار الحاضرين حتى إلى الماء حيث تباع قارورة الماء ب5 دنانيرشأن قهوة أو كأس شاي لصبغة الفندق ذي ال5 نجوم، وكثرت التّعاليق عن سوء التنظيم وهدر المال العامّ باعتبار أنّ سعر الوجبة الغذائيّة فاق 35دينارا. حزمة من المشاريع لا تفي بحاجة المواطنين الإعلان عن تخصيص 176 مشروعا بكلفة تفوق قليلا ال191 مليارا لم يرق للحاضرين الذين كانوا قد واصلوا اللقاء على مضض نتيجة الجوع والعطش، لتبرز أصوات من بين الحاضرين تنادي بتوفير الشّغل والإحاطة بمرضى ومعاقين بعيدا عن التجاذبات السّياسيّة، شأن ما سجّلناه من تدخّل فرع حقوق الإنسان واتحاد الشّغل بالجهة حيث انتقدا تنظيم هذا الاجتماع بهذه الطريقة بما لا يستجيب لتشخيص مشاكل ولاية المهديّة التي ازداد تناسيها باعتبارها في المرتبة رقم23 لتكون هذه المشاريع على نفس المرتبة أيضا مقارنة بالجهات الأخرى، والدّليل المغلوط في انعقاد هذا الاجتماع في نزل فاخر يحضره عاطلون ومحتاجون محمّلين كل السّلط المحليّة والجهويّة مسؤولية تواصل هذه المعاناة. وقد صرح وزير الدّفاع الوطني عبد الكريم الزّبيدي أنّه تجري الاستعدادات لإحداث ثكنة عسكريّة بمنطقة «العالية» عبر طريق قصور السّاف الشّابّة ممّا أثار حفيظة البعض ليعلق أحد أبناء قصور الساف بأن الحكومات كلها تعمل على محاصرة المدينة بثكنة للبوب ومصبّين للزّبلة و«المرجين» مع ثكنة للعسكر. أما وزير الثقافة المهدي المبروك فصرّح أنه لابدّ من قطع دابر الفاسدين في المؤسّسات الثقافيّة وناهبي الآثار.. أما عبد الله العشّي الكاتب العام الجهوي لاتحاد الشّغل فقد تطرّق إلى مساندته إضراب جندوبة العام وليجابه بعبارة «ديقاج».