عاش مهرجان قرطاج الدولي لفترة طويلة تحت هيمنة شركة روتانا التي صالت وجالت كما أرادت في هذا الفضاء وشرّعت لنفسها بمساعدة أطراف تونسية مازالت إلى اليوم فاعلة في صلب وزارة الثقافة املاء اختيارات فنية تدنّت بالذوق العام وسمحت لأشباه فنانين باعتلاء ركح قرطاج والكل يتذكر إلا من كانت لهم ذاكرة قصيرة أو كانوا من المتواطئين مع روتانا ما كان يأتيه هشام فليحان وزبانيته في تونس وتحديدا في ضبط برمجة أعرق المهرجانات العربية والافريقية في جانب السهرات العربية وملف روتانا كبير ويمكن أن نعود إلى جزئياته وأبطاله من إعلاميين ومسؤولين وهياكل تقنية وادارية في أعداد قادمة. المهم أن اثارتنا لهذا الموضوع تأتي بعد ان التقينا مؤخرا بأحد الفاعلين في الواقع الثقافي العربي الرّاهن وهو أحمد الساهمي ممثل احدى الشركات الفنية الكبيرة. هذا الرجل كان في زيارة الى بلادنا مؤخرا وآلتقيناه وحدثنا عن مشروع ضخم متعلق بالمهرجانات التونسية وتنوي الشركة التي ينوبها ان تستثمر في تونس ولكن هذه الفكرة بدت لنا من نفس العائلة الروتانية وقد أطلعنا على الاغراءات المالية والحوافز هذا اضافة الى قائمة تتضمن جملة من الأسماء التي تنوي الشركة أن تجعل من أركاحنا منطلقا لها هذه المؤسسة ذات التوجه الفني بالأساس مقرها الرئيسي في لندن ويديرها تونسي وشركاء خليجيون اضافة الى طرف آخر مصري وقد فهمنا من خلال تحاورنا مع الساهمي أنه ينوي العودة الى ربوعنا حاملا تصورا كاملا سيقدمه الى وزارة الثقافة وهو عبارة عن «تعاون» في مستوى استقدام أصوات عربية وغيرها الى تونس الفنانون الذين قدمهم الينا وحسب معرفتنا التي نتصور أنها كافية للحكم عليهم تبدو نصّ لباس ولكن أمله كبير في أن تنال القبول خاصة وان بعضهم وعده خيرا. كلّ ما نتمناه الا تعود روتانا الى تونس بوجه جديد في الظاهر ولكن بذات التوجهات والممارسات التي تضع أولوية لها «خلّي الشعب يشيخ».