أسدل الستار على الدورة الأولى لملتقى ديوان الشعر والفنون بمدينة مدنين في دورة تأسيسية تمثل باكورة النشاط الثقافي لجمعية مجاز للثقافة والفنون بمدنين التي تم إحداثها بعد ثورة 14 جانفي، وفي وقفة تقييميه مع رئيس هذه الجمعية الأستاذ جوهر أولاد حمودة لم يخف رضاه عن نتائج هذه الدورة خاصة أنها نجحت في تحقيق أبرز رهاناتها ممثلة في اقتراح صيغة جديدة تغير مفهوم الغرض الشاعري إذ عملت هذه التظاهرة الجديدة على دفع الشعراء على خوض مغامرة الإنشاد الشعري بطرق غير كلاسيكية ومعتادة وترك المنبر والتخلي عن المصدح في هيئته القديمة والانخراط مع المسرح في لعبته الدرامية. وقد اشترك شعراء في قامة المنصف الوهايبي، الصغير أولاد أحمد، جمال الصليعي وآدم فتحي في هذا المقترح ورحبوا بالبادرة. وأضاف رئيس الجمعية أن هذه التظاهرة تجاوزت حدود أرض الوطن من خلال مشاركة أسماء شعرية ومسرحية على غرار الشاعر السوري حسني بن حمزة والجزائري عمار مرياش واللبنانية فيوليت أبو الجلد والمسرحي المغربي عبد الحق الزروال فقد حاولت هذه الدورة أن تكون في حوار جاد وخلاق مع الجماليات المجاورة للشعر كأن يكون الفن التشكيلي الذي افتتح هذه الدورة بمعرض للفنان أصيل المدينة محمد رشيد راجح والملقب في مدينة مدنين ب«حنظلة». وما يحسب لديوان الشعر والفنون بمدنين هو أنه فضلا عن ركوبه مجازفة البرمجة في هذا الوقت الحرج من الموسم الدراسي ومن جدة المقترح الجمالي فانه آل على نفسه أن ينتج عملا اختتم هذه الدورة التأسيسية. مع العلم أن التظاهرة انتظمت بدعم من المعهد العربي لحقوق الإنسان فرع الجنوب بمدنين والمندوبية الجهوية للثقافة بمدنين وأسرة جمعة مجاز للثقافة والفنون بمدنين. وفي ما يتصل بالإنتاج فقد أنجز المخرج السينمائي حكيم الأحمودي بمساعدة الفنان رضا العازم والفنان أيمن السريتي فيلما قصيرا يوثق لهذا المولود الثقافي الجديد بمدينة مدنين بعنوان فاعلن متفاعلن.. يكتب قصيدة أخرى، أما عن الجمهور فقد شهدت بعض السهرات ذروة الحضور على خلاف سهرات أخرى ولعل ذلك يعود إلى التوقيت الذي انعقدت فيه هذه الدورة الأولى. ويمكن للملاحظ أن يتفطن أن جمعية مجاز للثقافة والفنون بمدنين كسبت رهان إعادة الشعر إلى مدينة مدنين التي كانت بالأمس القريب محطة هامة لملتقى الشعراء والتي عرفت حضور أسماء لامعة على غرار كمال بوعجيلة، عبد الوهاب البياتي، المنصف الوهايبي، الراحل محمد البقلوطي وغيرهم.