انطلقت أمس الباخرة «تانيت» نحو ميناء مرسيليا في أول سفرة «رسمية» لها، محملة بحوالي مائتين وخمسين راكبا و170 سيارة، وذلك بتأخير أربع ساعات عن موعد انطلاقها الأصلي. فبعد أن كان مقررا لها أن تغادر الميناء في حدود الساعة الواحدة ما بعد الزوال، أبحرت السفينة في حدود الخامسة، وقد راج تبعا لذلك أن الأمر يتعلق بعطب في محركاتها، ولكن باستفسارنا عن حقيقة الموضوع استفدنا أن الأمر لا يتعلق بعطب، بل في واقع الأمر بعملية مراقبة وتفقد عادية تخضع لها كل السفن الجديدة قبل أول رحلة لها، للتأكد من احتوائها على كل مواصفات وشروط السلامة تجريها لجنة مختصة. ورغم أن هذه العملية كانت مبرمجة من قبل، فإن الشركة التونسية للملاحة لم «تبرمج» عملية اعلام المسافرين بذلك من قبل حتى تجنبهم عناء القدوم الى الميناء قبل موعد ابحار السفينة بساعات والانتظار الطويل، وقد حاولت تفادي تململ المسافرين وتذمرهم من هذا السهو، وذلك بالإحاطة بهم وتقديم المأكولات والمشروبات لهم خلال فترة الانتظار التي دامت كما أسلفنا أربع ساعات كاملة. علما أن عملية التفقد نفسها كانت قد انطلقت مع بعض التأخير عن الموعد المقرر لها، كما أنها امتدت ايضا على وقت أطول من ذلك المقرر لها، إلا أن موعد وصول السفينة الى ميناء مرسيليا تم في الوقت المحدد له دون أي تأخير تقريبا، اذ «ربحت» الباخرة بفضل سرعتها الوقت الضائع. ويتوقع أن تحمل «تانيت» على متنها عند العودة من مرسيليا ألفين وتسعمائة مسافر و1950 سيارة.