حول آخر مستجدات التحقيق الذي فتحته وزارة الصحة أول أمس للتحقق من أسباب حادث وفاة مريضين مقيمين بغرفة الإنعاش بالمستشفى الجهوي بجندوبة تزامنا مع حادث انقطاع التيار الكهربائي، أفاد د.سهيل بالي المدير الجهوي للصحة أنّ اللجنتين الطبية والفنية الموفدتين من الوزارة باشرتا أعمالهما أول أمس الخميس وأكد التحقيق الفني الأولي أن العطب الطارئ المتسبب في انقطاع الكهرباء يخرج عن نطاق المستشفى وهو ما يتطابق حسب ذات المصدر مع النتائج الأولية لتقرير خبير فني كانت كلفته الإدارة الجهوية للصحة بمعاينة مصدر العطب وأسبابه. وبيّن د بالي ل»الصباح» أن الانقطاع الفجئي للتيار الكهربائي ثم عودته بضغط عال قوي كان وراء العطب الحاصل ونجم عنه توقف آلات بالمستشفى عن العمل جراء ما تسبب فيه من حرق قطعة تعرف باسم «inverseur «موجودة على مستوى المولد الكهربائي للمؤسسة الصحية. وأعلن أنّ وحدة المولد الكهربائي لا دخل لها في الخلل الطارئ وفق تقارير المعاينات المنجزة.والتي أثبتت أن المولدين الكهربائيين كانا زمن الحادث وظيفيين. علما أن انقطاع الكهرباء شمل خمسة أقسام فقط بالمستشفى ومنها قاعة الإنعاش فيما واصلت بقية الأقسام عملها بصفة عادية عبر تزويدها بالتيار المتأتي من المولدين. وبخصوص اللجنة الطبية التي تولت بالتوازي مع اللجنة الفنية التحقيق في أسباب الوفاة أورد المتحدث أنها تكونت لمزيد التحري في هذه الأسباب وضبط مدى علاقتها بانقطاع التيار الكهربائي مبينا أن» الحالة الصحية للمريضين كانت للأسف حرجة للغاية وكانا تحت التنفس الاصطناعي بالعناية المركزة وقد يكون الانقطاع الكهربائي ساهم في تعكير حالتهما ورغم محاولات الطبيب الذي كان موجودا على عين المكان إسعافهم كانت مشيئة الله أقوى..» وقدّم تعازيه للعائلتين. وتجدر الإشارة أنه زمن اتصالنا هاتفيا بعد ظهر أمس بالدكتور بالي كانت لجنة طبية ثانية وصلت على عين المكان مكونة من طبيبين أوفدتها وزارة الصحة لضمان مزيد الشفافية والدقة وقد عملت كل واحدة في استقلالية تامة عن الأخرى لتقع في مرحلة موالية مقارنة نتائج التقريرين. يذكر أن تقارير إعلامية كانت نقلت أمس عن مصدر إداري جهوي للشركة التونسية للكهرباء والغاز بجندوبة أنّ « الستاغ لا دخل لها في هذا الخلل. وبأنّ العطب طارئ على مستوى مولد المستشفى.»