أكد الفنان محمود فريح في تصريح ل «الصباح» إثر عودته من مهرجان مدينة فاس للموسيقى الروحية أن مشاركته في هذه الاحتفالات أضافت لخبرته الكثير خصوصا بفضل التنوع الثقافي والموسيقي المبرمج في هذا المهرجان كما حظي خلاله بتفاعل كبير من قبل الجمهور ووسائل الإعلام الحاضرة في التظاهرة. ويشار إلى أن الفنان التونسي تلقى دعوة للمشاركة في الدورة الثامنة عشر لمهرجان الموسيقى الروحية بفاس بعد إحيائه سهرتين من المالوف ضمن سهرات مهرجان الموسيقى الأندلسية بالجزائر. وبين محدثنا أنه كان التونسي الوحيد المشارك في المهرجان ضمن عرض «سفر الأرواح لسماع الملاح» الذي يتغنّى بالأذكار والدعاء الديني ومآثر الرسول عليه الصلاة والسلام وسيرته إلى جانب مجموعة من العازفين والمنشدين من مختلف الدول العربية والإسلامية في تصور للدكتور عبد الله العريف الوزاني وأضاف محمود فريح أنه قدم في هذا العرض المتكون من ستة وصلات مديح «صلوا على زين التاج» لعبد المجيد بن سعد أحد أهم رواد هذه الموسيقى في بلانا مشيرا إلى أن المقام التونسي لقي تجاوبا من قبل الحضور. وكشف محدثنا أن سهرة الفنان وديع الصافي ولطفي بوشناق في تكريم للمطرب اللبناني حظيت هي الأخرى بإعجاب الجمهور كما مكنته من لقاء الفنانين الكبيرين اللذان أشادا بصوته ودعمه.
واستغرب المطرب التونسي غياب الإعلام المحلي عن هذه التظاهرة خاصة وأن جل الدول المشاركة في التظاهرة كانت حاضرة من خلال فضائياتها التلفزيونية على غرار الهند والباكستان والولايات المتحدة وفرنسا معتبرا مهرجان فاس للموسيقى الروحية والذي بلغ دورته الثامنة عشر في هذا الموسم تظاهرة هامة وبارزة عالميا حيث تحجز الأماكن قبل انطلاق المهرجان بفترة كما حظي عرضه مع مجموعة «سفر الأرواح لسماع الملاح « بحضور 7500 متفرج (وهي في حدود طاقة استيعاب المسرح الخاص بالمهرجان).
من جهته أفادنا الفنان محمود فريح أنه استعد لموسم المهرجانات الصيفية صحبة مجموعة الشباب للموسيقى العربية بالمنستير بعرض يحمل عنوان «مألوفنا» وهو طبق فني ذو طبوع ومقامات تونسية يسعى لتقديم جولة فنية في المهرجانات وليالي رمضان 2012 ومن بين السهرات المؤكدة برمجتها إلى حد الآن حفل ضمن سهرات مهرجان المنستير وآخر بالمهدية إلى جانب سهرة بمهرجان مدينة زغوان.
وعن حصول هذا العرض على الدعم العمومي قال صاحب مشروع «مألوفنا» أن جمعية فرقة شباب الموسيقى العربية لأول مرة تنال دعم من وزارة الثقافة ( عبارة عن خمس عروض فنية مدعمة) بعد 42 عام من النشاط الفني وبين في هذا السياق أنه أصبح مؤخرا رئيسا لهذه الجمعية بعد وفاة رئيسها السابق وتعمل مجموعتهم على ترسيخ الموسيقى الروحية والتراثية.
على صعيد آخر نفى محدثنا صفة السطحية وتقليد المألوف عن الموسيقى الصوفية المحلية مشددا على عراقتها وتمازجها مع المالوف التونسي وذكر في هذا الإطار مقام «نوبة المايا» الذي يقدم في وصلة المالوف ولكنه ذو طابع صوفي أمّا في خصوص مسألة أداء بعض الفنانين للأعمال الروحية في الفترة الحالية دون أن يكونوا قد أدوا من قبل هذا النمط الغنائي اكتفى محمود فريج بالقول « في النهاية لا يصح إلا الصحيح وهذه الموسيقى لها أهلها كما أن للجمهور تصنيفاته ويدرك من خلال متابعته مدى صدق الفنان فيما يقدمه.» ورفض الفنان التونسي اعتبار إقامته بالساحل وتحديدا بمدينة المنستير سببا في غيابه الإعلامي والفني عن نشاطات العاصمة قائلا: «علينا تغير هذه العقلية التي ترتكز على النشاط الفني في العاصمة ومن واجبنا إحياء النشاط الثقافي والفني في كل ربوع تونس .»