لئن تعددت الآراء واختلفت وتقاطعت بشأن مبادرة الباجي قائد السبسي وما رافقها من ضجة إعلامية فقد رشقها نواب النهضة بسهام نقدهم على اعتبار أن «نداء تونس» هي محاولة للالتفاف على الثورة وعودة رموز التجمع تحت مظلة جديدة على حدّ تعبيرهم. وقال محمود قويعة أن مبادرة السبسي ليست حدثا يستحق كل هذه الضجة التي أحيطت به إعلاميا وهي محاولة نفخ الروح بجسم في حكم الميت لان الإحداث لا يصنعها الصخب الإعلامي على حدّ تعبيره. وشدد على أن السبسي جمع شتات الوجوه المريبة وأرشيف بقايا البورقيبية وبعض رموز الفساد ولا وجود لخطاب يرتقي إلى مستوى مبادرة ولا إلى حزب قادر على أن يكون في الخارطة السياسية. تحت مظلة جديدة وأكدت فريدة العبيدي أن الساحة ليست في حاجة إلى مبادرة الباجي قائد السبسي باعتبارها محاولة لإخراج جديد لحزب التجمع المنحل خاصة أنها جاءت لتذكر التونسيين برموز النظام السابق ثم أن من تصور نفسه قد قدم لتونس الكثير في السابق ليس له ما يقدم اليوم. وأضافت «نحن اليوم في حاجة إلى مبادرات تجمع شمل التونسيين وتوحدهم لا إلى مظلة جديدة تجمع رموز الفساد من جديد». رقصة الديك المذبوح من جانبها أكدت سنية تومية أن «نداء تونس» ليست مبادرة بل هي مجرد إعلان عن حزب سياسي من بين أكثر من 100 حزب متواجد في البلاد اللهم إلا إذا اعتبرنا كل الأحزاب الوليدة بعد الثورة مبادرات. وتابعت قائلة «اعتقد صراحة انه حزب يعجّ بالاستفزاز الصارخ لمشاعر كل المناضلين التونسيين الذين يريدون لثورتنا النجاح باعتماده على رموز صانعة للقرار في العهد البائد فهذا التفاف على إرادة الشعب فليس من المعقول في شيء أن نعود إلى الوراء فإذا كنا بعيد الثورة قد اتفقنا كشخصيات وطنية على إقصاء رموز العهد البائد المناشدين والمتحملين لمسؤوليات وفق مرسوم أقرته حكومة السبسي نفسها فكيف نعود بعد قطع أشواط في تركيز الشرعية إلى الوراء. لذا أعتقد أنه غير متصالح مع نفسه وهو الآن يرقص رقصة الديك المذبوح». وأكدت تومية أن الباجي قائد السبسي فاته القطار وتجاوزه التاريخ رغم أن الصحافة نفخت فيه بينما تعدّ المبادرة مجرد إعلان عن حزب ستثبت الأيام فشله الذريع لأن التونسيين يرفضون من استنزفهم و نهبهم. السبسي لم يف بوعده وعبرت فطوم لسود عن رفضها لمبادرة «نداء تونس» لأن السبسي لم يف بوعده بعد تأكيده استقالته من العمل السياسي إثر نجاح الانتخابات الماضية ووضع القطار على السكة. كما أنه وضع يده في أيادي رموز التجمع الذي نهبوا البلاد وساندوا بن علي في الديكتاتورية والاستبداد. وأضافت أن الشعب التونسي الذي طرد بن علي لن يقبل بالتجمعيين تحت أي غطاء على حدّ تعبيرها والدليل فشل الأحزاب التجمعية في الانتخابات الماضية. إعادة تنظيم التجمعيين لم يخف محمد الطاهر التليلي استغرابه من المبادرة التي هي بمثابة إعادة تنظيم التجمعيين تحت تسمية الدستوريين. وأضاف انه لا يجب أن تؤسس المبادرة من أجل مواجهة خط معين لان المبادرات تبنى بالبرنامج وليس انطلاقا من صراع انتخابي مع جهات معينة.