في الوقت الذي كنّا ننتظر حلولا من الخارجية التونسية لقضية محمود بوناب المدير التنفيذي لقناة الجزيرة للأطفال والذي كنّا تحدّثنا عن إيقافه عن العمل وزوجته مليكة، مديرة البرامج في القناة ومنعهما من دخول القناة أو السفر وإيقاف حساباتهما المصرفية في مقال سابق بالصباح الأسبوعي.. نفاجأ كما تفاجأ الرأي العام بقرار ترحيل المواطن التونسي محمد المسعودي بعد حادثة ما قيل أنه تبادل عنف بينه وبين الفار من العدالة والناهب للمال العام محمد صخر الماطري، صهر المخلوع. وفي تصريحه لأكثر من وسيلة اعلام وطنية لم ينكر المسعودي أنه شتم صخر الماطري وتبادل معه العنف كردّ فعل عن تصرّف والدته التي أرادت تصويره. أكّد المسعودي أنّ رفيق عيد السلام وزير الخارجية قد اتّصل يوم الثلاثاء ليلا ونصحه بالتوجّه إلى السّفارة التونسية بقطر فقام المسعودي تبعا لنصيحة عبد السلام بمقابلة السفير الذي أكّد له أنّ سيحصل على الحصانة الديبلوماسية، كما نصحه بدوره برفع قضية ضدّ صخر الماطري لضمان بقائه في الدّوحة. لكن نحن نعتقد أن ذلك مجرّد تأجيل لقرار الترحيل فالحصانة الديبلوماسية حسب الأعراف الدولية لا تمنح إلا للمباشرين للفعل الدبلوماسي كما أنه وفي صورة رفع قضية قانونيا يحق للمسعودي البقاء كطرف في نزاع قانوني إلى حين استكمال التحقيق.. وفي قضية بوناب والمسعودي نعتقد أن القرار الدبلوماسي لا بدّ أن يكون أكثر جرأة وأكثر ندية !!!