أعلن عبد الله التريكي كاتب الدولة المكلف لدى وزير الخارجية بشمال إفريقيا والعالم العربي في تصريح لإحدى الإذاعات الخاصة أن تونس ستطبق بداية من يوم غرة جويلية مبادرة «الحريات الخمس» التي أطلقها رئيس الجمهورية منصف المرزوقي إبان إعلانه عن موعد القمة المغاربية التي ستعقد بتونس خلال شهر أكتوبر القادم، والتي تخول للمغاربة حرية التنقل ودخول التراب التونسي بمجرد الاستظهار ببطاقة تعريف وطنية والشغل دون ترخيص، من وزارة التشغيل، والإقامة دون الحاجة لبطاقة إقامة والحق في التملك والمشاركة في الانتخابات البلدية بعد التنصيص على ذلك في الدستور الجديد. استغرب الأستاذ في الاقتصاد عزام محجوب من قرار تطبيق مبادرة الحريات الخمس قبل انعقاد القمة المغاربية إذ كان من المنتظر أن تكون القمة موعدا لاتخاذ موقف مشترك بين الدول الخمس للاتحاد المغاربي.. وتساءل عن سبب اتخاذ تونس لهذا القرار من جانب واحد؟ وهل هناك اتفاق ضمني بين دول المغرب العربي؟ ولماذا لم تتخذ تونس هذا القرار في إطار معاملة بالمثل؟ وبين محجوب أنه رغم الايجابيات التي تتضمنها هذه المبادرة فكان يجدر أن تستند إلى قرار مشترك؟ واتخاذ مثل هذا القرار الأحادي من قبل تونس يضع نقطة استفهام خاصة أن صياغة الدستور لم تكتمل بعد. من جانبه رأى أحمد ونيس الخبير في العلاقات الدولية ووزير الخارجية السابق أن هذه الخطوة دليل على تشبث تونس بمطلب استعادة روح المغرب الكبير وتأكيد على أن مبادرة رئاسة الجمهورية لم تكن أمرا سطحيا وإنما معمقا، وتونس تضطلع بمسؤولياتها كاملة في هذا المجال. وأضاف ونيس أن هذا القرار مهم جدا وستكون له أبعاد ايجابية على شعوب المغرب العربي كما أنه سيوفر مناخا جيدا وخلاقا للقمة المغاربية القادمة. واعتبر أن الخطوات البناءة في اتجاه المغرب العربي الكبير لا تحمل إلزامية المعاملة بالمثل فخلق المناخ البناء يستوجب ذلك ومبادرة رئاسة الجمهورية ايجابية منسجمة مع روح الثورة. وبالرغم من أن الوضع الأمني في ليبيا يستوجب الحفاظ على اليقظة وتامين الحدود.. فان انضمام ليبيا لهذا القرار سيكون له دور ايجابي من الناحية الاقتصادية وتحسين الأوضاع الاجتماعية. وعن توقيت اتخاذ قرار الانطلاق في تطبيق مبادرة «الحريات الخمس» في المغرب العربي ذكر الخبير في العلاقات الدولية أن القرار يمكن قراءته على أنه من أجل تغطية خطوة خطيرة اتخذتها الحكومة التونسية بتسليم البغدادي المحمودي المقصود منها التخفيف من هذه الواقعة التي تعد إساءة للضمير الإنساني.