عُقد صباح أمس بنزل أفريكا بالعاصمة مؤتمر صحفي بمناسبة الإعلان عن المهرجان العربي الأول للرسم الكاريكاتيري الذي ينتظر أن ينتظم في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر القادم. وهو يعد المهرجان الأول في تاريخه بعد الثورات العربية وينتظم بدعم كل من وزارة الثقافة بتونس ووزارة الثقافة الليبية ووزارة الثقافة المصرية والمجتمع المدني فضلا عن بعض رجال الأعمال الليبيين. وقد حضر المؤتمر الصحفي رئيس ديوان وزير الثقافة الحبيب العوني (تونس) وممثل عن السفارة المصرية بتونس وممثل عن رجال أعمال ليبيا (محمد العايب) وعواطف الطشاني وكيلة وزارة الثقافة الليبية والإعلام والمجتمع المدني الى جانب ثلة من المثقفين والفنانين على غرار عواطف (فنانة ليبية) والشاذلي بلخامسة (كاريكاتيري تونسي وأحد أعضاء لجنة التحكيم في المهرجان) وباولو سينازي (من أشهر الكاريكاتيرين الإيطاليين في العالم). ثورة ثقافية تعقب الثورات العربية وقد ألقى رئيس ديوان وزير الثقافة الحبيب العوني كلمة بالمناسبة بين من خلالها أهمية مثل هذه التظاهرات خاصة وأن الإعلان عن افتتاح المهرجان العربي للرسم الكاريكاتيري حسب رأيه-وهو يجمع ثلاثة بلدان شهدت ثورات متعاقبة- هو بمثابة طريق مفتوح لرسم استراتيجية ثورة ثقافية تجمع البلدان العربية. أما عواطف الطشاني وكيلة وزارة الثقافة الليبية والإعلام والمجتمع المدني فقد أشارت الى أهمية الثورة التونسية في إسقاط نظام القذافي الفاسد ودورها في حرية المجتمعات العربية وخاصة المثقفين والفنانين الذين كبلت أفواههم لمدة عقود متتالية. كما عبرت عن شكرها لمجهودات كل من وزارة الثقافة التونسية والمصرية عن دعمها اللاّمحدود وسعيهما الى إنجاح المهرجان الذي انطلقت فكرته من ليبيا. باولو سينازي والشاذلي بلخامسة ومن بين ابرز الفنانين الذين حضروا المؤتمر الصحفي الكاريكاتيري الإيطالي باولو سينازي الفنان الذي عرف بمناصرته للقضية الفلسطينية، حتى أن شعار المهرجان والمتمثل في «حنظلة» للكاريكاتيري الفلسطيني الشهيد ناجي العلي شد انتباهه منذ دخوله الى القاعة قائلا» إن حنظلة التي ابتدعها ناجي العلي عام1969 وأدار ظهره في سنوات 1973 وأصبح بمثابة توقيع الفنان ناجي، سيظل رمزا للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب..» مضيفا «سيأتي اليوم الذي يستدير فيه حنظلة» وبالتالي يقصد تحرير فلسطين. أما الكاريكاتيري التونسي الشاذلي بلخامسة فقد تحدّث عن تاريخ فن الكاريكاتير في تونس ليثبت أن بداياته كانت منذ سنة 1908 وأن مسار الفنانين في هذا المجال كان صعبا للغاية ذلك أن السلط الحاكمة عمدت الى إقصائه لمدة عقود وعقود»كنّا نعتقد أنّه بعد الاستقلال سنظفر بحريّة الإبداع المنشودة إلا أن الأمر تعقد أكثر من قبل..وها نحن اليوم نأمل بأن يتغير الواقع الفني ويعزز الكاريكاتيري قدرته على تحليل بواطن الأشياء «. 3 أعمال على أقصى تقدير وعن عملية انتقاء الأعمال الفنية بين نائب رئيس المهرجان محمد الفيتوري أنه يمكن قبول الأعمال عبر الموقع الالكتروني الخاص بالمهرجان شرط أن لا تتجاوز الأعمال ثلاث لوحات وأن تكون غير محرزة على جوائز في مسابقات أخرى. كما تقبل الأعمال في حال كانت ملونة أم لا في حين أن الجوائز المعلن عنها تعتبر قيمة إذ سيمنح الفائز الأول حسب نائب رئيس المهرجان عشرة آلاف دولار مع درع وشهادة تقدير وسبعة آلاف دولار للفائز الثاني وخمسة آلآف دولار للفائز الثالث. في ذات السياق بين محمد الفيتوري أن الرسامين في المرحلة الأولى للمهرجان يجب أن يقتصروا على أحداث ثورة بلدهم. كما أن المجال مازال مفتوحا لكل الثورات العربية على غرار سوريا واليمن ولم لا برمجة جوائز تشجيع لأحسن الأعمال المجسدة للربيع العربي.