هذا اسم لحلوى تونسية محلية الصنع يحبها ويقبل على شرائها الأطفال من أبناء العائلات الفقيرة في الأحياء الشعبية لأنها من جهة بخسة الثمن وفي المتناول.. ولأنها من جهة أخرى لذيذة ومتفردة في شكلها ومكوّناتها.. على مستوى الشكل تبدو حلوى «دبوس الغول» أقرب إلى تلك العصا الغليظة ذات الرأس المكور التي «يتسلح» بها عادة الحراس الليليون في الأزقة والأحياء السكنية الفقيرة في المدن والأرياف وتعرف عندهم باسم «الدبوس».. أما عن مكوناتها فتتمثل فقط في كعبة برتقال تكون مطلية بالسكر المذوب والملون (بالاحمر عادة) وتكون مشدودة إلى عود من القصب.. ما يجعلها تبدو في شكل «دبوس»... تذكرت طفولتي و«ريڤتي» السائلة.. وتذكرت هذا النوع من الحلوى التونسية وأنا أتابع هذه الأيام أخبار الحملة الاعلامية التي يقودها أحد المحامين الحقوقيين انتصارا لموكله (رجل أعمال شهير موقوف ومطلوب للقضاء بتهمتي الفساد المالي واستغلال النفوذ) يقول عنه أنه يتعرض لمعاملة سيئة من طرف أعوان المصالح السجنية.. بدليل والكلام للمحامي أنه «أجبر مؤخرا على مغادرة أحد المستشفيات حيث كان يقيم ويعالج ثم أعيد إلى السجن عنوة على ذمة القضايا الموقوف من أجلها»... وزارة العدل من ناحيتها ردت على ما يدعيه المحامي الحقوقي وقالت إن رجل الأعمال المذكور والموقوف راهنا بسجن المرناقية قد سبق أن تم نقله إلى المستشفى حيث خضع إلى رقابة وعناية صحية استمرت أكثر من خمسة أشهر.. وبعد أن استقرت حالته مثلما أكد ذلك تقرير الأطباء المباشرين له ولم يعد هناك أي موجب صحي أو قانوني لبقائه في المستشفى تم اتخاذ القرار باعادته إلى السجن.. طبعا،،، ما يعنينا هنا ليس ما ادعاه المحامي ولا ماردّت به عليه وزارة العدل.. فهذه «أمورهم»، ولا يرد فأس على هراوة ! الذي يعنينا أكثر في المسألة هو الاجابة عن سؤال طريف يقول: حلوى «دبوس الغول» وقضايا الفساد المتعلقة بعدد من رجال الأعمال.. أية علاقة بينهما؟ الجواب: نعم،،، هناك أكثر من علاقة.. على الأقل من ناحية أن الواحد من هؤلاء (رجال الأعمال الفاسدين) كان وهو يصول ويجول في جهته حيث يقيم ويستثمر في عهد المجرم بن علي يبدو في نظر الناس كذاك «الغول» الحامل ل«دبوس» فهو يفعل ما يشاء: يستغل نفوذه المالي والمعنوي ويتجاوز القانون ويعتدي ويفتك ويهدد ويتوعد ولا أحد من وجهاء الجهة فضلا عن فقرائها بامكانه أن يحتج أو أن يعترض.. لكن،،، فجأة.. وبفعل ثورة 14 جانفي التاريخية وشهدائها الأبطال من الشباب والرجال والنساء تحوّل أمثال هذا «الغول» إلى «حلوى» يسيل لها للاسف لعاب بعض المحامين فيتبارون في الدفاع عنهم وفي تلميع صورتهم.. من البغدادي إلى الدبوسي... ولله في خلقه شؤون !