أكد عضو المكتب التنفيذي ورئيس لجنة الإعداد للمؤتمر بحركة النهضة رياض الشعيبي في تصريح ل«الصباح» أن الاستاذ عبد الفتاح مورو سيحضر اشغال المؤتمر التاسع للحركة المقرر منصف شهر جويلية وستكون له نفس الحقوق شانه شان أي مؤتمر اخر». واعتبر الشعيبي « أن مورو من القيادات المؤسسة للحركة وكان له الفضل الكبير في بنائها وهو يحتاج منا الكثير من الاحترام والتقدير لما بذله.» كما اكد الشعيبي « أن القيادي صالح كركر سيخوض تجربة الانتخابات ضمن فعاليات المؤتمر بالاضافة إلى الاستاذ بن عيسى الدمني». وحول بعض المعطيات الاسترتيجية فقد بين رئيس لجنة الإعداد للمؤتمر «أن عدد المؤتمرين سيبلغ نحو 1103 مؤتمرين ومن المنتظر أن يشهد قصر المعارض بالكرم اشغال الافتتاح الذي توقع الشعيبي أن يواكبه عشرات الاف من ابناء الحركة بالاضافة إلى النقل المتزامن للافتتاح على عدد كبير من القنوات الفضائية.» وحول مسالة تمويل المؤتمرات المحلية والمؤتمر الوطني للحركة اوضح الشعيبي « أن التمويل الذاتي وتقاسم اعباء المصاريف بين ابناء الحركة هو المصدر الاساسي للتمويل» وقال في هذا السياق « أن نسبة التمويل الذاتي من قبل ابناء الحركة بلغت نسبة 70 بالمائة في حين بغلت نسبة التمويل المركزي للمؤتمر 30 بالمائة». أربع لوائح ومن المتوقع أن يناقش المؤتمرون اربع لوائح اساسية اللائحة العامة واللائحة السياسية واللائحة المجتمعية واللائحة الداخلية . وأكد الشعيبي أن من ابرز الضيوف الذين سيحضرون اشغال الافتتاح كل من «عزام التميمي و ليث شميلات ومنير شفيق والمفكر البريطاني جون كاين و المفكر الامريكي جون اسبوزيتو .» حدث سياسي وطني وتأتي اشغال المؤتمر التاسع للحركة ليؤكد وبكل المقاييس على انه اهم حدث سياسي قد تشهده البلاد خلال هذه الصائفة وذلك بالنظر إلى عدة معطيات. أولا أن هذا المؤتمر يأتي ولأول مرة بصفة علنية وفي تونس بالاضافة إلى أن اشغال المؤتمر التاسع تأتي و حركة النهضة جزءا اساسيا في الحكم بل انها الطرف المحدد لخيارات الحكم على مستوى التشريعي والتنفيذي. وما يعطي اشغال المؤتمر التاسع لحركة النهضة أهمية خاصة انه جاء في إطار مرحلة سياسية يشهد فيها العالم العربي ربيعا « اسلاميا « وليس عربيا كما يشاع نظرا للنهايات الحاصلة لهذا الربيع والذي انتهى بوصول الاسلاميين للحكم. كما يشكل المعطى التاريخي جزءا مهما في هذه المرحلة كون هذا المؤتمر ستشهد فيه قيادات الاتجاه الإسلامي التاريخي وحركة النهضة عودة مشتركة للعمل سويا بعد أن فرقتهم سنوات الاقصاء. صراع الصقور والحمائم وانطلاقا من كل هذه المعطيات فان قراءة أولية تقول بامكانية الصراع الذي بدأت تفوح رائحته للعلن حول تنافس أكثر من جناح أو هو اساسا بين «الصقور « و» الحمائم « ويفهم هذا التنافس من خلال اصرار البعض على أن يكون مؤسس الحركة راشد الغنوشي قائدا للمرحلة القادمة فيما يرى البعض الأخر ضرورة التشبيب. أما الإشكال الأخر الذي قد يلقي بضلاله على أشغال المؤتمر فانه يكمن في ضغط القواعد المتشددة وما بدا عليها من ميولات الانتصار للسلفيين وقضية الشريعة التي طالبت بها قاعدة عريضة من الشباب النهضاوي. كل هذا وذاك يجعل من المؤتمر التاسع للحركة محطة مفصلية في تاريخ الحركة والبلاد على حد السواء نظرا لكونه قد يحسم العديد من الاشكاليات المطروحة كتحديد طبيعة الحكم والدستور وصياغة الموقف من مسالة العزل السياسي بالإضافة إلى مستقبل التحالفات وموعد الانتخابات القادمة وخاصة من سيكون مرشح الحركة للمواعيد الانتخابية القادمة.