اجرى الحوار علاء الدين زعتور تونس: قال رئيس الهيئة العليا لإعداد المؤتمر العام لحركة النهضة التونسية أن التحضيرات لإعداد المؤتمر منتصف الشهر القادم (يوليو)، قد بلغت مراحل متقدمة. وصرّح رياض الشعيبي في مقابلة مع (إيلاف) من تونس أن المؤتمر العام سيُصادق على الخيارات الاستراتيجية المستقبلية لحركة النهضة المتزعمة للائتلاف الحاكم. ونفى الشعيبي وجود تيّار سلفيّ متشدد داخل الحركة موضحا أن ما تعيشه النهضة هو حالة "حوار وتجاذب وتدافع بين الآراء والمواقف". وأشار الشعيبي وهو قيادي بارز بالنهضة إلى إمكانية حسم المؤتمر القادم في مسألة الفصل بين العمل الحزبي والعمل الدعوي الاجتماعي. وحول إمكانية حصول مفاجأة وإبعاد راشد الغنوشي عن رئاسة الحركة، قال الشعيبي:" الأحزاب الكبيرة لا تحصل بها مفاجآت"، مؤكدا في الآن ذاته أن مسألة بقاء الغنوشي من عدمها ستناقش بين المؤتمرين. وفي ما يلي نصّ الحوار كاملاً: أين وصل الاعداد لعقد مؤتمر الحزب الحاكم في تونس؟ رياض الشعيبي رئيس الهيئة العليا لإعداد المؤتمر العام لحزب النهضة التونسي التحضيرات بلغت مراحل متقدمة في الاعداد للمؤتمر العام لحزب حركة النهضة إذ انعقد إلى حد الان 22 مؤتمرا جهويا و12 مؤتمرا بالمهجر، ومؤتمر قطاعي واحد، ولم يتبق سوى 7 مؤتمرات ستنعقد آخر الأسبوع الحالي لتنتهي بذلك عملية انتخاب نوّاب المؤتمر العام الذي يبلغ عددهم 1103. ما هي أهم العراقيل التي واجهتكم؟ لم تواجهنا عراقيل ولكن صعوبات عادية تتعلق بالتنسيق أساساً، وهذا يعود إلى توزّع أبناء حركة النهضة على 24 محافظة داخل التراب التونسي وحوالي 40 بلدا بالخارج. الأكيد أنّ هناك صعوبات في التواصل مع كل هؤلاء المنخرطين، ونحن نعمل على تجاوزها وقد نجحنا في ذلك في أغلب الحالات والحمد لله. ماهي رهانات هذا المؤتمر لحركتكم على الصعيدين الوطني والعالمي؟ على الصعيد الوطني، نحن نعمل من أجل أن يكون مؤتمر النهضة أهم محطة سياسية بعد انتخابات 23 أكتوبر/ تشرين الأول. سيحاول هذا المؤتمر أن يضفي شيئا من الحيوية على الحياة السياسية واستيضاح الرؤية حول الخيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال المرحلة القادمة. أهم شيء في هذا المؤتمر يتعلّق برسم ملامح المستقبل والمصادقة على الخيارات الاستراتيجية التي تضعها الحركة في مستقبل فعلها السياسي في البلاد. أما على الصعيد العالمي، هذا المؤتمر كان سيكون مؤتمرا عاديا إذا كان السلوك السياسي لحركة النهضة ضعيفا، لكن ما تميّز به الأداء السياسي للحركة، بعد الثورة والى حد الآن، كان رياديّا في كثير من المسائل على المستويين العربي والإسلامي. هذه المواقف جلبت الاحترام والانتباه للحركة في المرحلة السابقة، لذلك نعتقد أن الكثير من المراقبين والملاحظين السياسيين والإعلاميين في العالم ينتظرون هذا المؤتمر لإيجاد بعض ملامح التجديد في الرؤية السياسية للحركة. انتقادات كثيرة بخصوص لوائح المؤتمر، البعض يعتبرها فضفاضة والشباب يرى أنها لا تعكس تصوّراته. كيف تم اعداد هذه اللوائح ولماذا لم يتم تخصيص لائحة للشباب؟ من طبيعة اللوائح أنها تضع الخيارات الكبرى، فهي ليست برنامجا سياسيا أو اقتصاديا تفصيليا ولكنها تكتفي بعرض السياسات والتوجهات الكبرى، ثم تأتي مؤسسات الحركة وتفصّل هذه القضايا. بدأ العمل على إعداد اللوائح منذ انطلاق أشغال الهيئة العليا لإعداد المؤتمر إذ تشكّلت لجان فرعية قامت بإعداد مسودّة تخصّ اللوائح ثم وقع تنظيم ندوات كثيرة على المستوى المركزي والجهوي لمناقشة الأفكار الواردة باللوائح وفي النهاية وصلنا الى هذه الصيغة التي قمنا بعرضها على المؤتمرات الجهوية. بخصوص الشباب، حاولنا أن نعبر قدر الامكان عن طموحاته في هذه اللوائح. ربما يطمح بعض الشباب على أن يكون لهم لائحتهم الخاصة خلال المؤتمر ولكن نحن حريصون على ادماج الشباب ضمن منظومة الفعل السياسي والمجتمعي لا عزلهم في لائحة مستقلة بهم وكأنهم فئة اجتماعية غير منصهرة وغير متواصلة مع بقية الفئات الاجتماعية. الشباب يجد طموحاته في اللائحة السياسية عندما نتحدث عن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والحق في الشغل والتنمية، ويجد مطالبه في اللائحة المجتمعية عندما نتحدث عن التربية والتعليم والثقافة، ويجد تصوراته في اللائحة العامة عندما نتحدث عن مستقبل تونس وعن رؤيتنا للحكم في المستقبل. مراقبون يرون أنّ "النهضة" تضمّ تيارا سلفيا متشددا يبدو مستاء من تخلي الحركة عن ادراج الشريعة كمصدر وحيد للتشريع في الدستور المقبل. فإلى أين تتجه العلاقة مع التيار السلفي؟ إذا كان المقصود بالتيار السلفي هو الظاهرة الاجتماعية التي تعبر عن رؤية معينة للدين والحياة، فأنا أؤكد لكم أن هذا التيّار غير موجود داخل حركة النهضة. وإذا كان المقصود بالتيار السلفي هو مجمل الأفكار التي يشتقّ منها أبناء حركة النهضة نظرتهم للمستقبل وبدائلهم، فكل أبناء النهضة سلفيون وفق هذا المعنى. نحن نعتقد أن لدينا مسلمّات ونصوصا دينية وشرعية نبني عليها تصوراتنا ولا ننطلق من فراغ كما يفعل الآخرون. عموما، ليس لدينا داخل حركة النهضة ما يسمّى بالتيار السلفي، ولكن لدينا حوارا وتجاذبا وتدافعا بين الآراء والمواقف، وهذا أمر طبيعي في كل حركة سياسية فما بالك بحركة النهضة التي هي اليوم أكبر حزب موجود على الساحة، فما يضمن تماسك هذا الحزب ووحدته هو مساحة الديمقراطية التي يمارسها والتي تسمح للجميع بالتعبير عن آرائهم. أما بالنسبة لموضوع الشريعة، لقد عبّر الجميع عن آرائهم، وفي النهاية حسمت مؤسسات الحركة المسألة بطريقة شفافة وديمقراطية، ولا أعتقد أن هذا الموضوع سيطرح من جديد خلال المؤتمر. ما يكتب عن النهضة كثير وغزير، وأحيانا يبدو متناقضا، فتارة هي حركة ذات اصول سلفية، وطورا هي حزب وفيّ لمدرسة الاخوان المسلمين، وطورا آخر هي نموذج يسير على درب "العدالة والتنمية" التركي ذو الميول الليبرالية. هل ستتوضّح الارضية الفكرية لحزب النهضة خلال هذا المؤتمر بشكل نهائيّ، أم ستضل متأرجحة بين السلفية والإخوان والليبرالية؟ الفرق بين الاحزاب التي تمتلك حيوية في داخلها والأحزاب الجامدة هو أن الأخيرة تنظر لمرجعيتها على أساس أنها ثابتة لا تتطور، في حين أن الأحزاب التي تتمتع بهذه الحيوية والقدرة على التجدّد هي التي تقرأ مرجعيتها من جديد باستمرار وهذا هو حال حركة النهضة. في حركة النهضة لدينا ثوابتنا التي ننطلق منها لكن لدينا أيضا قدر كبير من التجديد الفكري والمنهجي الذي نبني عليه ونطوّر من خلاله مرجعيتنا. نعتقد أن فهمنا لمرجعيتنا يمر عبر ثلاث مستويات تتفاعل فيما بينها فتنتج هذا الفهم الذي نحاول أن نتعامل معه اليوم مع التحديات المطروحة. المستوى الأول هو الثوابت الشرعية التي نتمسك بها ونعتبرها المنطلق في أي رؤية للحياة وللكون وللإنسان. المستوى الثاني هو الأرضية المعرفية والثقافية التي نتحرك فيها، فمن فهم الاسلام والسنّة في القرن الخامس والقرن العاشر والقرن الثالث عشرة، ليس كمن يفهمها الآن لأن كل مجتمع يتحرك في أرضية ثقافية ومعرفية متميزة عن الاخرى. أما المستوى الثالث هو الجانب السوسيولوجي، فمن يفهم الاسلام اليوم في تونس ليس كمن يفهم الاسلام في السعودية أو اندونيسيا أو أفغانستان أو أوروبا أو أميركا، لأن القاعدة المجتمعية تختلف. هذا التفاعل بين البعد السوسيولوجي، البعد المعرفي، والبعد الأصولي، هو الذي يحدد طريقة فهمنا لمرجعيتنا، وهو الذي يضفي هذه الحيوية على هذا الفهم. كيف تنظر حركة النهضة إلى المشروع الإسلامي، هل هو مشروع دولة أم مشروع مجتمع؟ الأكيد أن المتغيّر الاستراتيجي الذي حصل من خلال ثورات الربيع العربي قد غيّر كثيرا من المسلّمات ومن التصورات والقضايا بما في ذلك الحركة الاسلامية ودورها وما ينتظرها وكيفية استجابتها للتحديات التي تواجهها. الأكيد أن هذه المتغيرات أثرت كذلك على واقع الحركة الاسلامية التي تعيش مرحلة انتقالية مثلها مثل كل المنطقة التي تعيش تحوّلات مهمة وخطرة. الحركة الاسلامية تبحث لها اليوم عن أدوار وتصورات جديدة تستطيع أن تستجيب لما استجدّ من مشاكل الناس. معلقة اشهارية للمؤتمر العام التاسع لحزب النهضة التونسي الاسلامي في السابق، ربما كان الحديث عن الفصل بين الدولة والمجتمع مستساغا في ظل أنظمة ديكتاتورية لكن في واقع الحال وقد أصبحت الحرية مشاعة بين الناس والتداول السلمي على السلطة مسموحا به، لا أعتقد أن الفصل بين الدولة والمجتمع لا زال قائما. الدولة في الأنظمة الديمقراطية ليست سوى صورة للمجتمع، والمجتمع في ظل إرادة شعبية حرة ونافذة للمؤسسات ليس سوى المعبّر عن خيارات الدولة وتوجهاتها. لهذا، فالمشروع الاسلامي هو مشروع دولة ومشروع مجتمع في نفس الوقت، لأنه خيار الشعب وخيار المجتمع، وعندما يصبح المشروع الاسلامي خيارا لا شعبيا فعلى العاملين عليه أن يعودوا إلى أنفسهم ويراجعوا ما يقومون به حتى يكسبوا ثقة الشعب من جديد. هل ستحافظ "النهضة" في مؤتمرها على هيكلتها الحالية أم سيتم النظر في مسألة الفصل بين الجانب الدعوي و السياسي، أي بين الحركة والحزب؟ النهضة تعيش مرحلة انتقالية مثل المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد، وبالتالي لا يمكننا أن نتحدث عن استمرار في أشكال العمل، لأن الواقع ومتطلباته تتغير ولا بد للمشروع الاسلامي أن يتكيّف مع هذه التغيرات. الآن يبدو أنه لا مناص من أن نعيد فهمنا لكيفية إدارة المشروع المجتمعي الذي نطرحه على الشعب التونسي. وبالتالي ربما سيتم خلال المؤتمر القادم، الذي يظل سيّد نفسه، تبنّي خيار واضح في الفصل بين العمل الحزبي السياسي، والعمل المجتمعي الثقافي. حقيقة، توجد صعوبات كثيرة في ادارة المشروع في إطار عقلية الجمع بين البعد المجتمعي والبعد الحزبي في نفس التنظيم الواحد المسمّى اليوم بحزب حركة النهضة. كثيرون يتهمون "النهضة" بالحصول على تمويل من جهات خارجية، وهو ما يفسر القدرة التنظيمية الضخمة والانتشار الكبير للحركة في الداخل، ما هو ردّكم وكيف قمتم بتمويل مؤتمراتكم المحليّة والجهوية والمؤتمر العام؟ قلنا مرارا أن تمويلنا يعتمد أساسا على اشتراكات وتبرعات كوادرنا، وليس لنا علاقة بأي جهة تمويل غير قانونية لا في الداخل أو في الخارج. هذه مسألة أكدناها في أكثر من مناسبة وكل من ادعى غير ذلك لم يستطع اثبات كلامه. المؤتمرات المحلية والجهوية وقع تمويلها من أبناء الحركة إذ قمنا باتخاذ قرار على مستوى قيادة الحركة بأن يتم تمويل هذه المؤتمرات بطريقة ذاتية من المنخرطين لم ندفع على المستوى المركزي أي مبلغ مالي لتنظيم المؤتمرات والحمد لله أبناء الحركة لا يزالون متحمسين للمساهمة من جيوبهم ومن قوت عيالهم من أجل دعم هذا المشروع. عديد المؤشرات والأخبار تدلّ على بقاء راشد الغنوشي على رأس الحركة بعد المؤتمر، هل من الممكن أن ننتظر أيّ مفاجآت أم أنّ الملف حُسم؟ أقول لكم بصراحة، الأحزاب الكبيرة لا تحصل بها مفاجآت. المفاجآت لا تحصل إلا داخل الأحزاب الصغيرة لأن موازين القوى بها تكون مختلّة وغير مستقرة ولكن نحن في حزبنا لدينا كثير من الاستقرار والثبات والعمل المنظم والمؤسساتي وبالتالي من غير المنتظر حصول مفاجآت. بالنسبة لترشح الشيخ راشد الغنوشي، خروجه من رئاسة الحركة لن يكون مفاجأة، ولكن بقائه أيضا لن يكون مفاجأة كذلك. هذه احتمالات نناقشها داخل الحركة وفي نهاية المطاف ما يتقرّر من مصلحة هو ما يتم اختياره من قبل أبناء الحركة. قلتم "لا سبيل لانخراط تجمعيين في النهضة"، لكن ألا يبدو هذا متناقضا مع توظيف الحركة لعدد كبير من كوادر حزب التجمع المنحل في مفاصل الدولة؟ وما هي آلياتكم للتمعن في الانخراطات وقطع الطريق أمام تسرّب "تجمعيين" إلى حزبكم؟ أولا يجب أن نميّز بين الحكومة وبين الحزب. نحن قلنا أن لا مجال لانخراط التجمعيين في حزب حركة النهضة. كل منخرط في "النهضة" مُطالب بأن تتم تزكيته من طرف شخص أخر يشهد أنه ذو سمعة طيبة وليست له علاقة بالحزب الحاكم السابق. أما بخصوص توظيف تجمعيين بجهاز الدولة، فهؤلاء متواجدون في الواقع بالإدارة التونسية. في ظل النظام السابق، لم يكن من الممكن لأي شخص أن يشتغل في مؤسسات الدولة وأن يرتقي في سلمها الوظيفي دون أن يكون منخرطا في التجمع المنحلّ. وإزاء هذا الواقع هناك خياران، فإما أنك تسلك مسلكا تطهيريا تقوم بمقتضاه بعقاب جماعي لكل كوادر التجمع وناشطيه المتواجدين داخل الادارة وهذا ليس خيارنا السياسي، وإما أن تقوم بمعاقبة كل من يثبت تورطه في قضايا فساد وهذا ما تقوم به الحكومة. هل سيفتح المؤتمر ملفات على غرار سنوات الصدام مع النظام في التسعينات، ليوضّح بعض المسائل التي بقيت ضبابيّة ويحدد المسؤوليات، أم سيتم الاكتفاء بمراجعة وتقييم فترة ما بعد ثورة 14 يناير؟ يجب أن نميّز بين أمرين، وأقصد التقييم والنقد الذاتي. النهضة تمارس باستمرار النقد الذاتي، وفي كل محطة تتوقف فيها الحركة إلا وتقوم بهذا النقد لأنه الضامن الوحيد لتطوير نفسها وتطوير مشروعها وهذا مستمر طوال تاريخ الحركة. أما التقييم بما هو عملية جرد شامل لأداء الحركة فنحن نعتقد أنه خلال هذه المرحلة من غير الممكن أمام حجم التحديات المطروحة والمتطلبات الواقعية والسياسية الموجودة، القيام بهذا النقد، وان كان ذلك سيحدث، فسيتم في ظرف من الاستقرار النسبي للبلاد والحركة، بما يسهّل القيام بهذا التقييم. هل ستعود بعض العناصر التي جمّدت عضويتها الى الحركة بعد المؤتمر؟ مبدئيا، سيشارك في المؤتمر العام الأخ بن عيسى الدمني والشيخ عبد الفتاح مورو والشيخ صالح كركر، إلى جانب مجموعة من الرموز والقيادات التاريخية كمؤتمرين. مواقف النهضة لا تخرج عموما عن ردود الفعل. هل ستناقشون خلال مؤتمركم علاقتكم بالمعارضة التونسية التي تنتقدكم بشراسة؟ أنت تقصد أن النهضة دائما تمارس التحفّظ وليست في موقع رد الفعل، وهذا طبيعي لأن ما تراكم من خبرة سياسية وتجربة لدى الحركة ومؤسساتها تجعلها قادرة على أن تتحفظ وتمارس أدوارها الايجابية في خدمة الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد، وتبتعد عن ردود الفعل الانفعالية المتوترة التي تظهر دائما لدى الأحزاب التي لا تمتلك خبرة كبيرة في العمل السياسي. نحن نوظف خبرتنا التي تمتد طيلة 40 سنة في حسن إدارة هذه المرحلة وفي حسن ابداء المواقف تجاه الأطراف الأخرى. ما رأيكم في الخلاف الحاصل بين رئاستي الجمهورية والحكومة حول تسليم البغدادي المحمودي إلى ليبيا. ألا تخشون أن يؤثر هذا الخلاف على التحالف الحاكم ويكون سببا في تفككه؟ ما يحصل حاليا سحابة صيف عابرة لن يكون لها تأثيرا حقيقيا على الائتلاف الحاكم نظرا لعمق التوافق بين مكونات هذا الائتلاف. سنثبت خلال المؤتمر بأن تحالفنا مع شركائنا ليس تحالفا مرحليا تكتيكيا، إنما هو تحالف استراتيجي. نسعى لاستمرار هذا التحالف في المستقبل لأننا نرى أن المرحلة الانتقالية التي تمر بها تونس ستستمر لسنوات عديدة، ولا مخرج أو نجاح لنا إلا من خلال توسيع القاعدة السياسية للدولة وللنظام السياسي من خلال إشراك أكثر ما يمكن من الأحزاب في إدارة هذه المرحلة.