أعلنت أمس القيادية بحركة التجديد ليلى الحمروني صحبة عدد كبير من مناضلي المسار الديمقراطي عن انسحابهم من الحركة والتحاقهم بنداء تونس. ويأتي هذا الموقف السياسي وفقا لما ذكرته الحمروني خلال ندوة صحفية لها بالعاصمة بعد أن استنفذت المجموعة المنسحبة «كل أشكال التفاوض والحوار مع قياداتها داخل المسار». واعتبرت الحمروني أن تونس تعيش جملة من التحولات التي فرضت واقعا جديدا قائما على ضرورة التوحد حول حركة قوية قادرة على ضمان الحد الأدنى السياسي في البلاد بالإضافة إلى توحيد صف القوى الديمقراطية وتجنيبها حالة التشتت والتشرذم الذين ظهرا بعد انتخابات 23اكتوبر.» واعتبرت الحمروني أن «التحاق شق واسع من حركة التجديد والقطب الذيمقراطي وحزب العمل ومستقلين بنداء تونس أملته عدم قدرة جميع الاحزاب على الاستقطاب الجماهيري» وهو ما أثبتته النتائج الحاصلة في الانتخابات الاخيرة مضيفة « لا التجديد ولا الجمهوري قادران على أن يكونا ضمن إطار جماهيري ذلك أنهما بقيا إلى جانب الاحزاب الأخرى، الأحزابا نخبوية وهو ما يجعلها غير قادرة على المنافسة.» وبينت القيادية السابقة بحركة التجديد « أن الانسحابات شملت قيادات مركزية وجهوية بمناطق عدة قررت الالتحاق بنداء تونس على غرار المكاتب الجهوية باريانة وقفصة وصفاقس والمنستير وبنزرت و زغوان والقيروان والكاف ومنوبة وتونس والقصرين بالإضافة إلى كندا.» وردا على سؤال «الصباح» والمتعلق بموقف الوافدين الجدد من امكانية التواجد المكثف للتجمعيين بمبادرة نداء تونس وتأثير ذلك على التاريخ النضالي لعدد من قيادات التجديد قال عضو المكتب السياسي السابق لحركة التجديد عادل الشاوش « أن مطلب الالتحاق بالمبادرة هو من اجل ضمان التوازن السياسي وتغيير موازين القوى زد على ذلك أن ما يجمعنا بنداء تونس هي جملة المضامين الوطنية والديمقراطية التي شكلت في كثير من الأحيان أرضية للعمل المشترك بين هويات سياسية مختلفة.» وانتقد الشاوش ربط «التجمعيين» بالمبادرة وقال في هذا الإطار « لا اعرف لماذا يتناهى إلى مسامعنا مثل هذه المواقف المغلوطة التي يعمل من ورائها مطلقوها على سد الطريق أمام نداء تونس خوفا من أن يتحول إلى معادلة حقيقية ومنافس حقيقي في ظل غياب جدية بعض الأحزاب التي تتنازع من اجل هويات سياسية وهمية وحوانيت لا غير اما فيما يخص ربط المبادرة بالتجمع فلا اعتقد أن مثل هذا القول يجد صداه لان حزب التجمع قد حل بمقتضى نص قانوني واصبح امامنا جملة من المواطنين الذين لا يحق لاحد بان يحكم عليهم الا اذا قال القضاء كلمته الفصل فيهم.» واضاف «أن من يكرر الربط بين التجمعيين ونداء تونس انما هو ذاته من سعى لاستقطابهم وتحويلهم إلى معادلة انتخابية.» ومن جانبه اوضح عضو المكتب السياسي السابق لحركة التجديد طارق الشعبوني أن كل محاولات التقزيم التي تواجهها حركة نداء قائد السبسي انما هي تأكيد على نجاح المبادرة وقوة المشروع المقترح. المسار ومواصلة توحيد القوى وفي سياق متصل اكد المجلس المركزي للمسار الديمقراطي الاجتماعي امس في بيان له امس عن عزمه مواصلة العمل من اجل توحيد اوسع القوى والحد من ظاهرة التشتت التي تعطل البناء الديمقراطي. كما جدد المسار الديمقراطي الاجتماعي حرصه على المساهمة في بناء جبهة سياسية ومدنية واسعة تعمل على نجاح مسار الانتقال الديمقراطي وطرح نفسه كبديل وطني جدي قادر على تعديل ميزان القوى في البلاد . ويذكر أن الوزير الاول السابق الباجي قائد السبسي قد اعلن يوم 16 جوان الماضي بالعاصمة عن ميلاد حزب نداء تونس الذي قال انه سيبقى مفتوحا لكل القوى الديمقراطية و يبدو أن الحركية السياسية التي فرضتها مبادرة الباجي قائد السبسي أثرت ومرشحة بأن تؤثر أكثر- بشكل واضح على العديد من الأحزاب وحتى الشخصيات المستقلة منها. ويبدو واضحا ان موسم الهجرة إلى نداء تونس ما هو إلا في بدايته