محاولات إرضاء نقابي وتنوّع حزبي و فكري --- التغييرات قد تطال ر.م.ع مؤسّسة التلفزة التّونسيّة --- عاشت مؤسسة الإذاعة التونسية في بداية الأسبوع حدثا هاما تمثل في تعيين رؤساء جدد للإذاعات المركزية والجهوية حيث تمّ تعيين عمر برّيمة على رأس الإذاعة الوطنية ومنجي مبروكي في إذاعة الشباب ودنيا الشاوش على رأس إذاعة تونس الدولية وجمال الزرن لتونس الثقافية ومالك الرياحي لإذاعة صفاقس وبشير الصغاري لإذاعة المنستير ومازن الشريف لإذاعة الكاف وعمار الشيخي لإذاعة قفصة وثامر الزغلامي لإذاعة تطاوين. وما يمكن أن نلاحظه في هذه التعيينات أنها إضافة إلى اعتمادها على الإرضاء النقابي والتنوع الحزبي والفكري (وطد..قومي يسار ويمين) لإضفاء التمثيلية والتوافق فأنها راعت كذلك التنوع والتوزيع الجهوي وبعدي الاختصاص والكفاءة الذين كانا حاضرين بالنسبة للبعض، ومن اقدر من دنيا الشاوش على المسك بزمام أمور الإذاعة الدولية وهي التي عاشت فيها السنوات الطوال وأشرفت على تأطير كوادرها وكوادر الإذاعات الأخرى وحتى بعض القنوات التلفزية. إضافة إلى تكوينها الأكاديمي. التكوين الأكاديمي تمت كذلك في هذه التعيينات مراعاة بعدي الممارسة والتكوين الأكاديمي لان المدير الجديد لإذاعة تونس الثقافية مثلا الأستاذ الدكتور جمال الزرن أستاذ محاضر بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار وحاصل على شهادة التأهيل الجامعي للإشراف على رسائل الدكتوراه في علوم الإعلام والاتصال من معهد الصحافة وعلوم الإخبار وقد حصل على الدكتوراه من جامعة مونبوليه الفرنسية في علوم الإعلام والاتصال بملاحظة مشرف جدا بالإجماع. وعلى شهادة الدراسات المعمقة- ماجستير- في النص والمخيال والمجتمع من جامعة باريس الثامنة بملاحظة حسن جدا. وعلى شهادة الدراسات المعمقة ماجستير - في تاريخ البنى الاجتماعية والثقافة والأديان من جامعة باريس 12. كما مارس الصحافة كمراسل وكرئيس تحرير واشتغل في قطاع السينما. ..والبعد الثقافي تعيين مازن الشريف على رأس إذاعة الكاف بدت من خلاله مراعاة البعد الثقافي فهو شاعر وقاص وناقد يكتب الشعر الفصيح والغنائي والشعبي واللهجي وبلغات أخرى. وهو صاحب بحوث ودراسات معمقة في العلوم الإستراتيجية وفي الثقافة والفكر والفلسفة والمنطق وعلم الجمال والأخلاق وعلوم القران. وعمل خبيرا استراتيجيا ومستشارا ثقافيا وفنيا في أكثر من دولة عربية. عمار الشيخي المدير الجديد لإذاعة قفصة سبق له أن اشرف على إدارة إذاعة الشباب بمؤسسة الإذاعة التونسية أي انه يتمتع بتجربة إضافة إلى شهادة التخرج من مرحلة تكوين متفقدي الشباب والطفولة وشهادة الماجستير في العلوم الثقافية والأستاذية في التنشيط الشبابي وقد مارسه في عدة ولايات. التجربة والممارسة بعد التجربة والممارسة لم يغب أيضا في تعيين البشير الصغاري مديرا لإذاعة المنستير فهو حاصل على الأستاذية في الصحافة من معهد الصحافة وعلوم الإخبار بتونس العاصمة وصحفي أول بقناة الجزيرة بقطر ومراسل رئيسي بتونس لقناة العالم الناطقة باللغة العربية وصحفي محرر ومذيع ومشرف نشرات بقسم الأخبار بإذاعة الشباب (مؤسسة الإذاعة و التلفزة التونسية سابقا مؤسسة الإذاعة التونسية حاليا انتح كذلك العديد من البرامج لإذاعة الشباب كما أنتج برامج بالإذاعة الجهوية بصفاقس. أما بالنسبة لثامر الزغلامي فان تعيينه قد تمت فيه مراعاة البعد ين الشبابي والنقابي لأنه عضو بالمكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين التونسيين إضافة إلى كونه خريج معهد الصحافة وعلوم الأخبار وصاحب خبرة مهنية حيث عمل صحفي بقسم الأخبار بمؤسسة الإذاعة التونسية وبإذاعتي قفصةوالكاف. وهو صحفي مكلف بالتحرير بموقع الإذاعة التونسية وهو مراسل لعدد من المواقع الإخبارية باللغة العربية وكاتب مقالات رأي بعدد من الصحف العربية وهو رئيس تحرير قسم الأخبار بإذاعة تونس الثقافية. الكفاءة والمهنية مالك الرياحي المدير الجديد لإذاعة صفاقس حاصل على شهادة الماجستير المهني اختصاص تكنولوجيات الإعلام والاتصال بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار. وعلى شهادة الأستاذية في الصّحافة وعلوم الإخبار وهو صحفي أوّل، رئيس تحرير مساعد قسم أخبار إذاعة الشباب.. أي انه من أهل الاختصاص. أما بالنسبة إلى مدير إذاعة الشباب المنجي المبروكي فهو بصدد إنجاز أطروحة الدكتوراه وله شهادة الدراسات المعمقة في الصحافة وعلوم الأخبار والأستاذية في التنشيط وشهادة مربي شباب وهو مساعد تعليم عالي بالمعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة ومدرس بالمعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي ببئر الباي- جامعة تونس. السيد عمر بريمة مدير الإذاعة الوطنية مجاز في علم الاجتماع وعلم النفس والفلسفة (تخصّص فلسفة) من جامعة محمد الخامس بالرباط عمل في مجال التنشيط والإنتاج الإذاعيين برامج نفسية اجتماعية واجتماعية سياسية ويتمتع بخبرة مهنية في المجال الإداري حيث انه شغل خطة التنسيق والتسيير الإداري والمالي وترأس مصلحة الإنتاج إلى جانب قيامه بمهمة كاهية مدير مصلحة البرمجة. أقاله مجلس الإدارة؟ إن ما شهدته الإذاعة والقناة الوطنية الأولى هذه الأيام من تعيينات بالنسبة للأولى وإقالة بالنسبة للثانية لم يخل من مفاجآت ومن نظرة تجديدية وفاقية فجميل بن على المدير السابق لإذاعة المنستير لم يقع التخلي عنه بعد إزاحته عن منصبه وإنما دعي لمهام أخرى وأصبح مدير وحدة بالإدارة المركزية للإذاعة. والمفاجأ كذلك، وما يمكن اعتباره سابقة هو اجتماع مجلس إدارة مؤسسة التلفزة للتباحث في موضوع إقالة الصادق بوعبان من مهامه وهو الذي كان من المفروض أن يحال على التقاعد في أواخر شهر جوان الماضي ؟ الصادق بوعبان اعتبر في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء أن إقالته عودة إلى الممارسات القديمة وقال لإذاعة شمس أف أم أنّ برنامج «المشهد السّياسي» الذي يرجح الملاحظون انه سبب الإقالة تناول موضوع مقترح أحزاب سياسيّة مطروح على المجلس التأسيسي، يقضي ب«منع التجمّعيّين من الترشح للإنتخابات القادمة ز من البديهي أن يكون هناك ضيوف من المنتمين إلى التجمّع المُنحل. وأكّد أنّ إقالته على خلفية هذا البرنامج "شكل من أشكال تدخل الحكومة في عمل التلفزة الوطنيّة، ممّا يُنبئ، من وجهة نظره، بعودة الممارسات القديمة. ويبدو أن هذه التغييرات قد تطال أيضا منصب الرئيس المدير العام لمؤسسة التلفزة التونسية حيث علمنا من مصدر موثوق انه قد تتم إقالته السيد عدنان خذر من منصبه وانه يتم التفكير حاليا في أن تسند له مهام أخرى خاصة وانه قادر على حسن التصرف في الموارد المتاحة للعمل التلفزي وكانت له خبرة في التوضيب للأعمال الدرامية ويمكن أن ينفع بخبرته في هذا المجال. هذا وحسب ما صرح به مصدرنا فان مؤسسة التلفزة التونسية تحتاج في ما تحتاج إلى شخصية قوية تمسك بزمام أمور المؤسسة بحزم وبحسن إصغاء للارتقاء بالمشهد السمعي البصري إلى ما يصبو إليه المواطن وما ينتظره من الإعلام الوطني وخاصة منه العمومي وعلى رأسه التلفزة التونسية التي يجب أن تكون محل إجماع وطني وليس فضاء للتجاذبات الحزبية والسياسية لليمين واليسار.