منذ حوالي الشهر بدأت الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه باتباع «منظومة خاصة» في قطع الماء الصالح للشراب على كامل ولاية قفصة وأفاد عدد من مواطني الجهة أن عملية القطع تختلف في توقيتها ومدّتها من معتمدية الى أخرى ففي حين يتم قطع الماء على وسط مدينة قفصة خلال الفترة الصباحية ليعاد فتحه مساء، وقع قطع الماء الصالح للشراب على معتمدية القطار (19 كلم عن وسط المدينة) بطريقة مسترسلة امتد في العديد من الحالات على أيام، فمنطقة الأرطس ونشيو مثلا بقيت طوال الثلاثة أيام الفارطة دون مياه صالحة للشراب.. ونفس الأمر عانت منه معتمدية المضيلة.. ولم تنحصر اشكالية الماء بمنطقة قفصة من الجنوب التونسي بل أخذت خلال الأيام القليلة الفارطة بعدا أكثر اتساعا حيث شملت خمس مدن ساحلية وهي نابل والمنستير والمهدية و سوسة و صفاقس. وفي اتصال ل»الصباح» أرجع عبد الحميد موسى المدير المركزي للاستغلال بالشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه الاضطراب في توزيع المياه في ولاية قفصة طيلة الشهر الماضي الى اضطرابات في الضخ حيث بين أنه كان مبرمجا منذ السنة الماضية الانطلاق في استغلال بئر عميقة بمنطقة الأرطس 3 من معتمدية القطار، وكان من المنتظر أن يتم الانتهاء من أشغالها خلال شهر أفريل أو ماي الفارط.. وقد خلق التأخير في موعد دخول هذه البئر حيز الاستغلال عدم توازن بين الطلب وكميات المياه المتوفرة في جهة قفصة وهذا ما خلق حسب قوله تذبب في عمليات استغلال وتوزيع المياه. وبين المدير المركزي للاستغلال أن الشركة قد حاولت بالتعاون مع مسؤولي الجهة تجاوز هذا الاشكال وذلك باتخاذ بعض الاجراءات الاستثنائية في استغلال المياه بمنطقة العيياشة من معتمدية بلخير الى جانب استعانة الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه بعدد من الآبار العميقة التابعة للجمعيات المائية الفلاحية بالمنطقة. وتوقع المسؤول بالشركة حل الاشكال في غضون الأسبوع الجاري وبالتالي توفير المياه الصالحة للشراب خلال شهر رمضان بصفة طبيعية ودون اضطرابات أو قطع لأهالي ولاية قفصة.. أما فيما يخص موعد دخول البئر العميقة الأرطس 3 حيز الاستغلال فقال أنه من المتوقع أن تنتهي الأشغال فيها خلال شهر. وعن سبب تأخر المسؤولين بالجهة والشركة على حد السواء في ايجاد الحلول اللازمة لاشكالية قطع المياه في ولاية قفصة والذي يبدو أنه امتد طيلة الشهر المنقضي، أوضح عبد الحميد موسى ان الشركة على وعي بنقص المياه بالمنطقة منذ السنة الفارطة ولذلك قامت ببرمجة البئر العميقة الأرطس 3 غير أنها لم تجهز في موعدها المحدد وأشار الى أن الشركة لا تنتظر اثارة الاشكالية من الاعلام حتى ترد الفعل وهي لا تدخر جهدا في توفير الماء الصالح للشراب لكل المواطنيين في كل انحاء الجمهورية. ..و للكهرباء نصيب أما بالنسبة الى اضطرابات توزيع المياه بمنطقة الساحل فأوضح مسؤول الشركة أن قطع الكهرباء على مركب انتاج المياه الموجود وخاصة الموجود على محطات ضخ معالجة مياه الشمال بمنطقة ببلي معتمدية قرنبالية قد تسبب في توقف آلات الضخ بالمركب مما أدى الى قطع المياه على كامل المنطقة التي تتزود من مركب قرنبالية وأكد أن القطع كان ظرفيا ولم يتجاوز الساعات أي الوقت الكفيل بعودة تشغيل مركب انتاج المياه بطريقة عادية.في الوقت الذي أشار فيه بلاغ صادر عن الشركة التونسية للاستغلال وتوزيع المياه الى أن الاضطرابات قد تتواصل خلال الأيام القادمة بالنسبة لبعض المناطق نظرا لارتفاع الطلب واستمرار موجة الحرار. اتفاقية المياه مع ليبيا؟؟ هذا الاضطراب في توزيع المياه أعاد الى الأذهان الاتفاقية التي أمضتها الحكومتين الليبية والتونسية سنة 2008 والتي تخص استغلال الطبقة المائية المشتركة في الجنوب التونسي.. وبالتالي طرح التساؤل حول تفعيل الاتفاقية وسبل واجراءات تطبيقها ؟؟ وبتوجه «الصباح» للوزارة الفلاحة وادارة الموارد المائية تأكد وجود هذه الاتفاقية غير أن مسألة تفعيلها وهل تمثل أحد اسباب نقص المياه بالجنوب بقي غامضا حيث لم تتحصل الصباح على اجابة واضحة من الوزارة.