عدم صرف أجور عملة الحضائر مطلب المضربين --- تعيش جهة القصرين منذ اسبوعين على وقع احتجاجات عملة الحضائر القارة بجميع معتمديات الولاية بسبب تاخر صرف اجورهم للشهر الثالث على التوالي بالنسبة للاغلبية الساحقة منهم تجسمت في دخولهم في اضراب تام عن العمل بمركز الولاية و كل مقرات المعتمديات ال13 تبعه قرار النقابة الاساسية لاعوان ولاية القصرين و معتمدياتها قبل 10 ايام بغلق مقرات العمل و اقرار اضراب مفتوح ما يزال متواصلا الى حد الامس تضامنا معهم باعتبارهم من منخرطيها .. ثم ازدادت حدة التوتر يوم الاثنين بقيام عملة فريانة بفرض اضراب عام في المدينة اجبروا خلاله جميع المؤسسات الادارية و اغلب المحلات التجارية على اغلاق ابوابها .. ثم اتسعت الاحتجاجات اول امس الثلاثاء في القصرين لتشمل انضمام عملة الحضائر الظرفية الذين تبلغ اعدادهم حوالي 20 الف بقيام المئات منهم باشعال العجلات المطاطية في اهم مفترقات المدينة من وسطها الى مدخلها الغربي المؤدي الى طريقي قفصة جنوبا و الكاف شمالا على امتداد حوالي 4 كلم و قطع حركة المرور فيها و محاولة اقتحام عديد المؤسسات الادارية و التهديد بحرقها ما لم تقدم بايقاف العمل في مقراتها و اجبار المقاهي و المحلات التجاري على اغلاق ابوابها فتعالت اعمدة الدخان من كامل الطريق الرئيسية للمدينة و سادت حالة من الذعر والخوف متساكني الاحياء القريبة وسارع الباعة المنتصبون بحمل بضائعهم والهرب بها و انتشر الجيش والامن حول اهم المنشات لحمايتها و تهدئة المحتجين ودعوتهم الى عدم المساس بالممتلكات العامة و الخاصة و رغم حصول بعض عمليات النهب المحدودة و خاصة في مفترق حي النور فان الاحتجاجات لم تشهد اعمال عنف او مواجهات مع الامن ثم عمدت مجموعة منهم الى الهجوم على مقر حركة النهضة الموجود قرب الادارة الجهوية للتنظيم العائلي في مدخل حي النور ووخلع بابه الخارجي و اقتحامه و اتلاف جميع محتوياته و العبث بها والاستيلاء على بعض الحواسيب منه ومحاولة حرقه فدخلت قوات الامن و منعتهم من ذلك و اخرجتهم منه .. و تواصلت حالة التوتر الى حوالي الساعة الثالثة ظهرا ثم هدات اثر تفاوض مسؤولين امنيين مع بعض رؤساء الحضائر الذين يحركون الاحداث و دعوتهم الى تهدئة العملة المحتجين فتوقفت الاحتجاجات مع التهديد بتصعيدها اكثر في اليوم الموالي ( امس الاربعاء ) في صورة عدم صرف اجورهم .. و في عملية استباقية لما يمكن ان يحصل من ردود فعل عنيفة تم الاتصال ليلة اول امس من جديد برؤساء الحضائر و وعدهم بانه تم ابلاغ مختلف السلط المعنية بالوضعية و ان هناك حلولا قريبة في الافق ستقوم بمقتضاها الحكومة بصرف اجور العملة و طلبوا منهم اقناعهم بعدم القيام باي احتجاجات جديدة و فعلا فقد ادت الاتصالات الى تهدئة الامور كامل يوم امس فغابت مظاهر الفوضى التي حصلت يوم الثلاثاء باستثاء محاولة بعض العملة اقتحام مقر الولاية للحديث مع الوالي تصدى لهم الجيش المتمركز في مدخلها لحمايتها و لما تاكدوا من انها ما تزال مغلقة و الوالي غير موجود انسحبوا و عادوا الى وسط المدينة دون ان يحدثوا اي اضطراب .. و ساد المدينة كامل يوم امس هدوء حذر في انتظار الحلول التي سيعود بها الوالي من العاصمة بعد لقاءاته المتكررة ببعض الوزراء علما بان حجم هذه الاجور حسب بعض اطارات الولاية يبلغ حوالي 10 مليارات بما ان عدد المسجلين في الحضائر القارة و الظرفية اصبح في حدود 22 الفا دون اعتبار 6 الاف اخرين مسجلين ضمن مختلف الاليات .. و مع اقتراب شهر رمضان و بقاء هؤلاء العملة دون اجور فان ذلك من شانه ان يؤدي الى انفلاتات اخرى ما لم تتحرك الحكومة لفتح ملف «الحضيرة» بصفة جدية و مراجعة اعداد المرسمين فيها و ابعاد بعض رؤساء الحضائر المتمعشين منها و المتطفلين على مستحقيها الذين تحولوا بعد الثورة الى اثرياء من جراء ما يجنونه شهريا من اموال لا تقل للعديد منهم عن 5 الاف دينار .. مع ضرورة الاسراع بانجاز المشاريع التنموية المبرمجة لتوفير مواطن شغل حقيقية لعملة الحضائر بدل تمكينهم من اجور دون ان يقوموا باي عمل مما اثقل كاهل الميزانية باعتمادات هامة لا توجد مقابلها اية مردودية.