انطلقت خلال هذه الأيام الحركة الخاصة بشهر رمضان وذلك على مستوى التزويد بكافة أنواع المواد الاستهلاكية. وإذا كانت هذه الظاهرة واضحة للعيان داخل تونس العاصمة وكافة المدن الكبرى، فإن السؤال يبقى مطروحا حول عمليات التزويد في بقية جهات البلاد ومدى توفر كافة المواد الاستهلاكية بها، والاستعداد المبكر الذي قامت به كافة الهياكل التجارية والفلاحية وفي مقدمتها وزارتا التجارة والفلاحة لتأمين حاجيات الأسواق والجهات من كافة المواد المطلوبة طوال هذا الشهر. ولعل الظاهرة التي تبقى واضحة في هذا الجانب، هي أن عمليات التزويد تكون عام هامة خلال الأيام الأولى من رمضان، حيث يسعى التجار إلى إغراق السوق بكافة أنواع المواد الاستهلاكية، فيظهر ما كان مخزونا من الخضر والغلال واللحوم والبيض والحليب وغيرها من المواد المطلوبة، وتتواصل عملية إغراق السوق لأيام، لكنها سرعان ما تتراجع لنفسح المجال أمام عمليات المضاربة والمراكنة وغيرها من الأساليب التي يلتجأ إليها التجار فتلتهب الأسعار. إن ظاهرة إغراق السوق كثيرا ما تكون حكرا على المدن الكبرى وأسواقها اليومية وساحاتها وطرقاتها التي تنشط في شكل أسواق موازية لعرض كافة أنواع السلع، لكن الكثير من الجهات الداخلية للبلاد وأسواقها الأسبوعية واليومية وحتى قطاعها التجاري العمومي يشهد نقصا في المواد وتراجعا في التزويد، وهو أمر يدعو إلى تنبيه السلط المختصة إلى هذه الظاهرة, ولذلك لا بد من تسليط الضوء من الآن على مجالات التزويد في تلك الجهات استعدادا لشهر رمضان، ومعاينة نشاط الحركة التجارية داخلها خاصة في ما بقي من الأيام التي تسبق شهر رمضان، مع الوقوف على جملة الاستعدادات المحلية والجهوية في مجال مراقبة الأسواق.