سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اللحوم الحمراء والدواجن والبيض والحليب ومشتقاته والخبز والسمك والتمور أكثر المواد استهلاكا في دراسة اقتصادية واجتماعية حديثة حول ملامح الاستهلاك الأسري في رمضان:
تونس الصباح يشهد نسق الاستهلاك في رمضان اوج تطوراته ، حيث يمثل هذا الشهر طفرة الاقبال على الاسواق لاقتناء المواد الاستهلاكية، مما يجعل الاستعداد له قويا عبر التخزين المبكر والتوريد وتتظافر جهود كافة المنتجين استعدادا لارتفاع مؤشر الاستهلاك الاسري الذي يتضاعف مرات في بعض المواد الاستهلاكية . وحول جملة هذه التطورات الاستهلاكية الرمضانية صدرت ارقام عن وزارة التجارة والصناعات التقليدية بينت جملة التطورات الاستهلاكية لجملة من المواد خلال رمضان . فما هي المواد التي تعرف استهلاكا حد الاستنزاف ، وكيف يمكن قراءة هذه المؤشرات في علاقة بالانتاج؟ وهل ترشدت ظاهرة الاستهلاك ام انها ماضية في الصعود؟ ارتفاع عام في الاستهلاك الأسري لدى كل الفئات الظاهرة الاستهلاكية تأخذ طابعا عاما في رمضان على مستوى كافة الفئات الاجتماعية ، حيث تتطور المائدة لدى الجميع ، ويتسع حجمها وتتعدد الاكلات داخلها تأثرا بالصيام . ولعل ابرز دليل على هذا التطور العام في الاستهلاك لدى كل الفئات تترجمه انواع المواد المستهلكة العادية تقريبا والتي تكون في متناول كل الفئات وحاضرة في كل الجهات والاسواق. وتفيد الارقام والمؤشرات بخصوص طبيعة الاستهلاك في هذا الشهر انه لا يتميز باللهفة كما يدعي البعض وانما بتطور الشراءات المؤدي بصورة تؤكد الى ظاهرة تطوير الاكلة خلال ايام رمضان. وهو مظهر عام لا يمكن تفسيره على اساس التبذير او غيره انما تفرضه عوامل خاصة بهذا الشهر وعادات وتقاليد تم توارثها منذ القدم. انواع المواد التي يتطور مؤشر استهلاكها ان الاستهلاك الاسرى حسب ما افادت به ارقام الدراسة يتركز في تطوره على مواد عادية تستهلك عادة في بقية ايام السنة ، ومنظور تطورها يبقى ايضا عاما وليس لفئة دون سواها ، ويشار في هذا البعد ان عوامل الاستهلاك لهذه المواد لا تتفاوت من جهة الى اخرى بل هي عامة ويمكن قراءتها بنفس القيمة في كل الجهات التونسية ، مما يجعل مؤشر الاستهلاك يرتقي عموما وعمليات التزويد تكون ايضا مطلوبة في كامل نواحي البلاد . اما بخصوص التفاصيل الاستهلاكية للبعض من هذه المواد فيشار الى انه على الرغم من ارتفاعها جميعا الا انها تبقى متفاوتة في ما بينها بشكل احيانا يكون كبيرا جدا ، وذلك ربما لكثرة اعتمادها في المائدة وانواع الاكلات المعدة خلال هذا الشهر. ويشار في هذا الصدد الى ان تطور مؤشر استهلاك اللحوم الحمراء والبيضاء يصل الى زيادة تقدر ب 38% عن بقية ايام السنة، وتبقى هذه الزيادة في استهلاك اللحوم منتظرة نظرا لتطور الاكلة في رمضان وتحسنها من خلال رغبة جماعية. .. ويتصدر البيض نسبة التطور في الاستهلاك حيث تصل الزيادة في نسبته الى 98%، ولا شك ان ذلك يعود الى جملة الاستعملات في انواع الاكل المعتمدة في رمضان، ولعل بلوغ 80 مليون بيضة عبر التخزين استعدادا لهذا الشهر دليل على طفرة استهلاك البيض خلاله . ومن جهة اخرى افادت الارقام حول تطور الاستهلاك الاسرى خلال رمضان ان مادة الحليب ومشتقاته تعرف ايضا شكلا تصاعديا هاما في رمضان حيث تبلغ نسبة الزيادة ما يفوق 23 % بالنسبة للحليب و69% لبقية مشتقاته مقارنة بمستوى الاستهلاك في بقية ايام السنة. وافادت الارقام ايضا ان مادة الخبز من الحجم الصغير تعرف هي الاخرى تطورا في استهلاكها حيث تبلغ نسبة الزيادة في هذه المادة ما يعادل 30% . وخلافا لما يتصوره البعض بخصوص مادة السمك وخاصة المجمد منه فإن نسبة الزيادة في استهلاكه خلال رمضان تتضاعف 4 مرات، وهو رقم هام قد تفسره ندرة السمك وارتفاع اسعار البعض منه خاصة في بعض الجهات الساحلية مثل صفاقس والمهدية واقليم تونس وحتى في بعض المدن الداخلية الشمالية المعروفة باستهلاكها للحوم. كما يعرف الاقبال على ثمار التمور اوجه خلال رمضان حيث تشير الاحصائيات في هذا المجال ان نسبة الاستهلاك منه تصل الى تضاعفها ست مرات مقارنة ببقية ايام السنة.