استهلت وزارة التربية أمس سلسلة الأيام الدراسية والحوارية التي تؤثث أجندا نشاطها على مدى أسبوع بلقاء تقييمي واستشرافي للبحث التربوي في تونس تم خلاله الإعلان عن إنجاز دليل يجمع ما يزيد عن الألفي عنوان بين مقالات ودراسات وتقارير حول المنظومة لم تجد طريقها نحو التفعيل والاستئناس بها على مر الإصلاحات المتعددة التي خضعت لها المسألة التعليمية. غير أن المحطة الأبرز تتعلق بالورشة المفتوحة التي تنتظم يوم الخميس القادم والتي تتناول القضايا التي تطرحها نتائج الامتحانات الوطنية في علاقة بالمناخ التعليمي العام وبالشعب والمواد والمنظومة عموما. ويفترض إسناد الأولووية في عقد سلسلة الأيام الدراسية لهذا المحور باعتبار أن التوقف عند تشخيص النتائج الضعيفة المسجلة هذا العام لا سيما في مستوى الباكالوريا يشكل الأرضية أو الزاوية الأساسية لصياغة وبلورة الإصلاحات المطلوب تجسيمها للنهوض بمردودية عملية التعلم وتجاوز هنّاتها وعللها المستشرية والمستجدة. من هذا المنطلق يفترض تقديم هذا المحور على بقية القضايا المطروحة على بساط الدرس حتى تكون حصيلة النتائج وإفرازات ماكينة تقييم حصاد الموسم الدراسي مدخلا لتدارك النقائص على المدى القصير مع تعميق البحث في المسائل والمشاغل التي حالت وتحول دون الارتقاء بالقطاع .
ويتأكد التوقف عند نتائج السنة الدراسية 2012في مختلف مستوياتها بالنظر للتراجع الملحوظ المسجل على الصعيد الكمي بتراجع نسبة نجاح الباكالوريا إلى أدنى مستوياتها على مدى الخمس سنوات الماضية رغم تواصل إحتساب 25بالمائة للنفخ في معدلات النجاح.وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول جدوى مواصلة العمل بهذا الإجراء الذي ساهم في دحض وتشويه قيمة الشهادة العلمية.
وفي انتظار موعد اللقاء المخصص لهذا المحور يحتضن فضاء المركز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث التربوية منتديات حوار تنطلق غدا الاثنين بيوم دراسي حول الانتداب العشوائي في سلك التربية. ويخصص الموعد الموالي لذوي الاحتياجات الخصوصية من خلال تفعيل إدماجهم صلب المنظومة التعليمية لتختتم سلسلة الأيام الدراسية في دفعتها الأولى يوم 19جويلية بلقاء لتحليل الاستشارة الوطنية الخاصة بمدرّسي المرحلة الابتدائية.
تختلف اللقاءات المبرمجة إذن من حيث قضاياها ومشاغلها فهل ننتظر تجسيما لأولى توجهاتها الإصلاحية للمنظومة التربوية بداية من السنة الدراسية القادمة؟