ذكر عبد الرزاق الهمامي رئيس الهيئة السياسية لحزب العمل الوطني الديمقراطي أنه ستسجل "اليوم 17 جويلية 2012 عودة للمحاكمات السياسية المقنعة، وذلك بمحاكمة عضو الهيئة السياسية للحزب محمد الجهمي العقربي وعضو القيادة الجهوية بنابل عبد الله القاسمي على خلفية الأحداث التي شهدتها منطقة الشريفات من معتمدية سليمان، خاصة أنه لم يتم اعتقالهما خلال الأحداث وإنما تم استدعاؤهما اثر انتهائهما وإحالتهما على المحكمة بحالة سراح." و عتبر الهمامي خلال الندوة الصحفية التي انتظمت أمس بمقر الحزب أن هذه المحاكمات تعد مؤشرا خطيرا على عودة المحاكمات السياسية خاصة انه تم مؤخرا أيضا إيقاف أحد مناضلي الحزب الاشتراكي اليساري بساقية سيدي يوسف في ظروف مماثلة. دوافع الاحتجاجات و بين محمد الجهمي العقربي أن منطقة الشريفات تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة من ماء صالح للشراب وشبكة كهرباء وطرقات معبدة وأنه أمام عدم اكتراث الحكومة بذلك ورصدها ل 160 ألف دينار فقط أي أقل من 1 بالمائة من قيمة الأموال التي حددتها الميزانية التكميلية لمعتمدية سليمان( 65 مليارا) في حين أنها تعد 12 ألف ساكن وهو ما يقابل ربع سكان المعتمدية. قام الأهالي بوقفة احتجاجية واجهتها الحكومة برد بوليسي وحملة اعتقالات عنيفة شملت 24 شابا وقع الاحتفاظ بسبعة منهم. علما وان الاحتجاجات قد شهدت عددا من التجاوزات الصادرة عن بعض العناصر المشاركة فيها والتي رأى الجهيمي أنها تتنزل في إطار ما تشهده الاحتجاجات عموما من أعمال شغب. و طالب الحزب بإطلاق سراح الموقوفين وإيقاف التتبع في حق مناضليه مع الكف عن المعالجة الأمنية للقضايا الاجتماعية بالبلاد ودعا الحكومة لتحمل مسؤوليتها في إيجاد الحلول الكفيلة بتلبية المطالب الشعبية العادلة. كما حمل الجهيمي كامل المسؤولية لأعضاء المجلس التأسيسي لما يجري في منطقة الشريفات واعتبر أن مرشحا التأسيسي عن معتمدية سليمان قد خانا المنطقة ولم يدافعا عن مطالب الأهالي المشروعة في التنمية. الوضع العام.. أما بالنسبة للوضع العام للبلاد فقال عبد الرزاق الهمامي أن الحزب قلق على الوضع الأمني العام فهناك عناصر تحاول فرض سلطاتها خارج حدود القانون مشيرا بذلك إلى الاعتداء الأخير الذي تعرض له رئيس الهيئة السياسية العليا للحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي. و بين أن "الحزب يشعر بالصدمة لما يشهده أبناء وطننا من معاناة نتيجة انقطاع الكهرباء والماء في الوقت الذي كان أكد فيه وزير الفلاحة عن اكتفاء وطني لثلاث سنوات قادمة من الماء بعد الأمطار الغزيرة المسجلة في فصل الشتاء وتصريح مسؤولي "الستاغ" عن ترفيع في الإنتاج..." كما تساءل الهمامي عن مسألة تفاقم إشكالية النفايات رغم عدم تسجيل أي إضرابات وتغافل المسؤولين في الحكومة عما تعرفه كل المناطق دون استثناء من إهمال وانتشار للأوساخ في الوقت الذي يبدو فيه أن النيابات الخصوصية تتعرض لعديد الهزات في محاولة للسيطرة عليها من قبل الترويكا وإعادة تعيين المسؤولين عنها باعتماد المحاصصة الحزبية. و في نفس السياق تناول الهمامي التعثر في تقدم ملف العدالة الانتقالية وتوقف عند عدم إدراج اسم الشهيد محمود التومي في قائمة شهداء وجرحى الثورة رغم أن الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة قد أصدرت بيانا يؤكد أن التومي شهيد الثورة كما تم الاعتراف به من قبل مؤسسة رئاسة الجمهورية وتكريم عائلته في ذكرى الثورة. مسار التوحيد.. أما بالنسبة لمسار التوحيد فذكر عضو الهيئة السياسية بوراوي بعرون "أن المسار الجبهوي هو الذي يعنينا بدرجة أولى" واعتبر الهمامي أن الحل يكمن في توحيد كل القوى الديمقراطية معلنا أن الانطلاقة ستكون مع المسار الديمقراطي والحزب الجمهوري. وأكد في حديثه على وجود حزب عمل وطني ديمقراطي وحيد وأشار ان كل من انشق على الحزب ولم يشارك في المجلس الوطني الأخير ليس له أي صفة قانونية كما لا يحق له الحديث باسم الحزب.