حين تقوم بجولة في أحياء مدينة سوسة وشوارعها تتبين مدى الإهمال المسلط والذي يدعو إلى التساؤل عن أسبابه وتداعياته والحلول التي يجب اتخاذها في أقرب الآجال للمحافظة على سمعة ورونق سوسةالمدينة. من أبرز المواضيع التي تشغل المواطن في مدينة سوسة المظهر الخارجي للمدينة الذي يمس بطريقة مباشرة من سمعتها السياحية حيث هي الشريان الأساسي الذي يربط كل مدن الساحل بمطاري النفيضة الدولي وتونس قرطاج. إذ عند الوصول إلى المدينة من الطريق الوطنية (أ) تمر "بحمام معروف" أوما يعرف "بحومة الظلام" وذلك للسنوات الطويلة التي مرت على هذا الحي بدون كهرباء ولا إنارة عمومية وهو يتميز بالبناء العشوائي، فقليلون هناك تحصلوا على رخص للبناء، أما الأغلبية فاستغلت ظلام الليل واستعملت القوة في بعض الأحيان لتحويل أراض فلاحية وغير مجهزة للبناء إلى أراض شبه قابلة للبناء. ومما يزيد من الوضع خطورة مدى حساسية الموقع حيث تم بناء مدرسة للمهندسين كما سيتم استغلال جزء منها لبناء مركب جامعي بتكلفة باهظة وسيجمع بين جميع الشعب والاختصاصات مما سيزيد من قيمة المنطقة. كل هذا والفضلات والأوساخ تملأ الحي وسط مستوى معيشي رث مع عدم التهيئة وانعدام أبسط ضروريات الحياة مثل الإنارة العمومية وتعبيد الطرقات وحتى الصرف الصحي إذ مازال الأهالي في هذا الحي يعتمدون على الحفر للتخلص من الفضلات الإنسانية. كل هذه العوامل تؤثر في نظرة السائح الأجنبي على جوهرة الساحل وعلى السمعة السياحية للبلاد التونسية. ويبقى التساؤل مطروحا: متى ستكون الحلول مطبقة على أرض الواقع؟ وتقوم جميع الأطراف بواجباتها لتوفير المظهر اللائق والمستوى المعقول للعيش الكريم دون المساس بالأملاك الخاصة أوالعامة...