يطالب عدد من أهالي مدينة حزوة من ولاية توزر بإحداث منطقة للتبادل الحر وتنمية البوابة الحدودية بين تونس والجزائر مما سيساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية وخلق مواطن شغل لأبناء هذه المنطقة. و حزوة هي معتمدية حدودية لا تفصلها عن المنطقة الحدودية الجزائرية سوى 3 كلم وقرابة 60 كلم عن مركز الولاية مما يجعلها منطقة ذات أهمية استراتيجية خصوصا مع تنامي النشاط التجاري بينها وبين القطر الجزائري الشقيق. وهذه الأسباب جعلت الأهالي يقترحون جملة من التصورات لتفعيل هذه النقطة الحدودية إذ يرنو عدد هام من المتساكنين إلى مزيد تفعيل خصوصيات هذه الربوع لتلعب دورا رياديا للرفع من نسق التنمية حيث لم تشهد هذه المعتمدية أي تدخل من شأنه أن يخلصها من الرتابة ويوفر مواطن شغل لشبابها هذه الذين تعاقدوا مع البطالة وبعث منطقة حرة للتبادل التجاري يمكن أن يزيد في تمتين العلاقات بين البلدين فضلا عن تنويع القاعدة الاقتصادية التي مازالت النخلة هي محركها الأساسي. وإنتاج النخلة مازال موسميا في غياب مبادرات تحويل التمور واستغلال أجزاء النخلة في شتى الاستعمالات الأخرى. وحزوة تفتقرإلى حد الآن إلى أبسط مقومات العيش الكريم لانعدام المؤسسات والفضاءات الضامنة لتوفير مواطن الرزق مما جعل البطالة تستفحل بشكل لافت ؛ وأمل متساكني حزوة كبير في إحداث منطقة للتبادل الحرّ تجعلها فعلا بوابة رئيسية للتجارة البيئية !! أراض خصبة ونقص في مياه الري هذا ويعيش متساكنو حزوة على ما تجود به أرضهم الخصبة من خيرات يقطفونها ويجنونها بعرق ومكابدة وصبرلا يلين . وأحلام الشباب بهذه المعتمدية بسيطة فهم لا يغادرون أرضهم رغم الصعاب ومطالبهم لا تتجاوز توفير متطلبات الحياة الأساسية وتوفيركميات مياه الري اللازمة باعتبارها منطقة فلاحية بامتياز ومعروفة بغراسة النخيل والزراعات الجيوحرارية وتربية الإبل إلا أن هذه الأرض المعطاء يعاني أصحابها من صعوبات جمة خاصة في ظل تآكل التجهيزات المائية وشيخوخة الآبار التي أدت ندرتها وتقلص المياه منها إلى الانعكاس سلبا على واقع الفلاحة في المنطقة رغم وفرة المياه الجوفية بها ونواقص البنية التحتية أثرت هي الأخرى على نسق الحياة العادية حسب تعبير الأهالي الذين أطنبوا في ذكرها وخصوصا ما يعاني منه القطاع الصحي من نقائص أرقت مضاجعهم. الماء غير صالح للشراب والمسكن غير لائق ومنطقة حزوة يعاني أهلها من عدم توفر السكن اللائق للجميع نظرا للتعقيدات الإدارية للتفويت في الأراضي الصالحة للبناء رغم أن السكن اللائق يعتبر من مقومات العيش الكريم والاستقرارالنفسي والاجتماعي فالسكن يقول العديد من الأهالي يشكل مشكلة لدى عامة الناس حيث إن العائلات المتكونة من عديد الأفراد تقطن في مسكن واحد قد يفوق عددهم في غالب الأحيان 15 نفرا ومساحات هذه المساكن ضيقة جدا وليست صحية فالأبناء المتزوجون يسكنون تحت سقف واحد من والديهم وحتى الأعمام والأقارب وذلك لتوقف التفويت في الأراضي وكلما حاول السكان الحصول على مقاسم إلا وتعترضهم عدة مشاكل فالواحد أصبح تائها بين الشؤون العقارية ومركز الولاية وبعض المصالح الأخرى فالأراضي الدولية أصبحت عائقا ومعقدة وحالت دون التفويت فيها سواء للسكن أو للاستثمار كما أن مياه الشرب تتميز بارتفاع نسبة ملوحتها وطال انتظار استغلال محطة التحلية المبرمجة للإنجاز. العلف بين الإحتكار و ارتفاع الأسعار وقد كان في الحسبان أن يتم بعث محمية للإبل بحزوة إلا أن هذا المشروع مازال مبعثرا وفي ظل ذلك يطالب مربو الماشية بالخصوص بالتدخل لدى مختلف الأطراف المعنية قصد مزيد تنظيم عملية التزود بالعلف بطريقة عادلة . و أكّد عدد منهم أن التجار يقومون بالرفع من الأسعار دون مراعاة لإمكانيات المربين الصغار إضافة إلى تعمد البعض ترويج كميات من العلف بالسوق السوداء مما تسبب في ارتفاع الأسعار. ويتذمر متساكنو حزوة من انعدام العدالة الاجتماعية ومن غياب التنمية المحلية.