"لا تعويض، لانفاق يا عصابة السراق"، "الشعب فدّ فدّ من الطرابلسية الجدد"، "لا خوف، لارعب السلطة ملك الشعب"، "بن علي في السعودية والعصابة هيّ هيّ" هذه الشعارات وغيرها رفعها امس مجموعة من المحتجين امام المجلس الوطني التاسيسي بلغ عددهم نحو مائتي شخص احتجاجا على قرار الحكومة المؤقتة التعويض للمنتفعين بالعفو التشريعي العام. و قد دعا الى الوقفة الاحتجاجية مواطنون عاديون واطراف من المجتمع المدني عبر مواقع التواصل الاجتماعي. و قد التقت "الصباح" في الوقفة الاحتجاجية الناشطة الحقوقية والأستاذة الجامعية رجاء بن سلامة التي أكدت ان التحرك الذي انطلق جسده شعار أساسي يلخصّ غضب المحتجين من قرار التعويض للمساجين السياسيين في هذا الظرف الاقتصادي الصعب والاستثنائي الذي تعيشه البلاد. وأكدت بن سلامة في سياق حديثها ان التعويضات هي جزء من منظومة كاملة للعدالة الانتقالية ولا تتوفر شروطها الى الآن وعلى هذا الأساس لابدّ من إحداث هيئة مستقلة تنظر في مسالة التعويضات وفي كلّ مقومات العدالة الانتقالية. النضال دون مقابل وكانت من بين المحتجين الناشطة الحقوقية والمدونة لينا بن مهني التي أكدت ان التعويض لمساجين حركة النهضة غير مبرر لان النضال لا يكون بمقابل. وأشارت الى ان الأموال التي سترصد باسم التعويض للمنتفعين بالعفو العام قد يتم استغلالها في غايات أخرى او تخصيصها للحملة الانتخابية لحركة النهضة. تعدد الشعارات كما تعددت الشعارات وتنوعت تنديدا بمشروع التعويض للمساجين السياسيين مثل "منتهى الاهانة ان يثمن نضالك بالمال"، " دساترة وخوانجية سحقا سحقا للرجعية". وقد فسر استاذ التعليم الثانوي الطيب بوعايشة في تصريح ل "الصباح" ان التحرك الاحتجاجي يلخصّ مشاعر الغضب من اتخاذ الحكومة لقرار التعويض للمساجين السياسيين. وندد المتحدث "بالقرارات الاخيرة التي يجري اتخاذها والتي اتخذت منحى خطيرا مثل التفريط في المؤسسات الحكومية الى الخواص والى قوى الاستعمار." واعتبر ان ما يجري يؤكد سعي "الترويكا " الى الاستحواذ على البلاد كما استحوذت على مفاصل الدولة. واتهم المتحدث الجهاز التشريعي وهو المجلس الوطني التأسيسي بالتخاذل في التصدي للقرارات المجحفة التي تتخذها الحكومة، ودعا "التأسيسي" إلى التخلي لانه لم يتخذ مواقف حاسمة في عديد القضايا الأساسية. على حد تعبيره.