ابنة المناضل حمدة العياري تروي أحداث 5 أوت كما عاشها والدها في مثل هذا اليوم من سنة1947 قرّر الاتحاد العامّ التونسي للشغل إعلان الإضراب العام في كامل البلاد انطلاقا من الساعة منتصف الليل ليوم 5أوت وفقا لقرار اللجنة العليا للاتحاد التي انعقدت في شهرجوان من نفس السنة والتي أقرّت مبدأ الإضراب في حالة عدم تلبية مطالب العمال المتمثّلة في الحدّ الأدنى الحيوي وتحسين الأجور في الفلاحة والحضائر. في المقابل جوبهت مطالب العمال بالرفض من قِبل المقيم العام الذي رفض مقابلة فرحات حشّاد ممثّل الإتحاد وقتها. وتم تنفيذ الإضراب العامّ بعد الإذن بالإضراب الذي توجّه للعمّال بالنداء التالي:"أيّها العملة! انهضوا كتلة واحدة وافتكوا حقوقكم بسواعدكم واجعلوا نصب اعينكم حياة سعيدة و مستقبلا زاهرا..." وسقط الشهداء والجرحى في المواجهات مع القوات الفرنسية. ابنة الشهيد حمدة العياري رمضانة ابنة الشهيد حمدة العياري الذي جُرح في أحداث 5أوت 1947 التقتها "الصباح" في بهو الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وهي تتجوّل في معرض صورشهداء الملحمة و نقلت لنا البعض ممّا رواه الشهيد لها قبل وفاته بقولها: "حدّثني والدي أنّهم كانوا رافضين لدخول المستعمرعلى الأراضي التونسية وبأنّهم كانوا يعقدون الإجتماعات السرية بمعصرة زيت في مكان يُعرف بجبانة الغربة"باب الجبلي" بعد أن تناهى إليهم خبر إدخال السلاح من قِبل الفرنسيين وكان الإتحاد العام التونسي للشغل قد حشد العمّال بعد اشتداد أزمة الأسعار ومطالبته ضرورة مراجعتها وتحسين الأجور واعداد العدة للإضراب العام المقرّر حيث كنّا منذ فجر 5اوت متواجدين في مراقبة للوضع العام وكان المرحوم الحبيب عاشور موجودا مع المضربين يتابع حركة القطار الرابط بين صفاقس وتونس.. فوجئ الجميع بوابل من الرصاص المنطلق من المدرّعات التي كانت تحمل الجنود الفرنسيين خارجة من الثكنة المقابلة لمحطة القطار". وأضافت السيدة رمضانة ابنة الشهيد حمدة موضّحة: "روى لي والدي أنه كان متواجدا يومها صحبة13شخصا في محاولة منهم لإيقاف القطار بأجسادهم و يومها أصيب المرحوم الحبيب عاشور في قدمه برصاص العدو الغاصب وسقط عديد الشهداء والجرحى. وقد أصيب والدي على مستوى الرأس ممّا استوجب نقله إلى المستشفى وعاش بقية حياته يحمل آثار الحادثة تسبّبت له في صعوبة كبرى في النظر و توفي في سنة1986". يُذكر أنه شارك في الإضراب العام ليوم 5أوت 1947 أكثر من 100 ألف عامل في كامل البلاد وفي جهة صفاقس وقعت مصادمات بين الجيش المحتلّ والمضربين أمام محطّة قطار صفاقس وورشات أرتال صفاقسقفصة حيث تجمّع أمامها أكثر من 4000 عامل.